•لم أستغرب حقيقة تلك الأخبار التي تؤكد العثور على آثار لمخدر (الشبو) في أشلاء منفذ تفجير الكويت .. فالمخدرات كانت ومازالت إحدى أهم أسلحة الجماعات الإرهابية للسيطرة على الشباب ودفعهم - دون وعي - نحو الموت !! ، ليس فقط في أعراف داعش وأخواتها من جماعات الإرهاب المعاصرة ولا حتى عند الجماعات التي نشأت في مستنقعات أفغانستان ودخنت الحشيش والماريجوانا في كهوفها إبان ثمانينات القرن الماضي ، بل بدأت قبل ذلك بكثير ، تحديداً في العام 487 هـ، مع إنشاء أول مليشيا منظمة عرفها التاريخ، على يد الحسن الصباح في إحدى القلاع المطلة على بحر قزوين وأطلق عليها جماعة ( الحشاشين) وتخصصت في الاغتيالات السياسية !. •لا يمكن لعاقل تصور تضخم حمى الانتحار والقتل ، وهذا التعاظم المفزع للوحشية لدى أتباع داعش دون مساندة من مخدر يغيب العقل ويُعطّل الضمير ويرفع من دائرة التبعية لكبرائها وسحرتها .. تماما كما كان يفعل مؤسس طائفة الحشاشين الذي يروي المؤرخون أن الخليفة العباسي بعث إليه برسالة يهدَّده فيها وينهاه عن شق عصا الطاعة ، فما كان من الصباح الذي كان يسيطر على أتباعه بمخدر الحشيش إلا أن التفت لمن حوله من الشباب، ثم قال لأحدهم: اقتل نفسك ! فأخرج الشاب سيفه في الحال ، ووضعه على حنجرته ليسقط ميتاً في ثوانٍ ، ثم التفت لشاب آخرَ قائلاً: ألقِ نفسك من هذا الموضع، فرمى نفسه دون تردد من رأس القلعة .. ثم قال لرسول السلطان بكل غطرسة : هذا هو جوابي !. • تغييب العقل والتلاعب بالغرائز ، والوعود بالجنة والتكفير عن الخطايا، كلها أدوات تهدف لخلق حالة عامة من الطاعة العمياء لدى الأتباع ، وقد كان الصباح يستقطب الشباب دون العشرين لينشئهم تنشئة عجيبة تبدأ بإغراقهم بمخدر الحشيش، ثم إدخالهم- دون وعي - إلى حدائق تحتوى على ما لذ وطاب من المأكولات والفتيات الحسان، ، وبعد ليلة ماجنة في الجنة يخرجهم على وعد بالخلود فيها إن هم نفذوا ما يطلب منهم !! .. فينشأون على تنفيذ أوامره دون تفكير باعتبارها واجباً جهادياً لايقبل النقاش ، ويصبح الموت غاية لهم، فلا يفصل بينهم وبين نعيم الجنة التي أذاقهم كفلاً منها إلا أن يموت أحدهم ولو عن طريق الانتحار !. • قتل الفطرة الإنسانية لدى الشباب وتحويلهم الى (بهائم متعة) ليس لها القدرة على التفكير والتمييز بقدر قدرتها على إشاعة القتل وتدمير كل إنجاز بشريِ في محيطها،هو الدرس الأهم لدى أرطبونات الإرهاب في كل زمان .. والكارثة أن تلك الممارسات تتحول بمرور الوقت إلى عقائد وأيديولوجيات يدفع الشباب حياتهم وحياة كل من حولهم ثمناً لتمدُّدها وهيمنتها. •المخدرات هي إحدى أهم أدوات السيطرة بالنسبة للجماعات الإرهابية حتى وان تدثرت هذه الجماعات بعباءة الإسلام ! Twitter: @m_albeladi m.albiladi@gmail.com