يفتتح إريك كانتونا، لاعب كرة القدم المعتزل، الموسم المسرحي المقبل في باريس، مؤديًا الدور الرئيسي في مسرحية «فيكتور» للمؤلف هنري بيرنشتين وإخراج زوجته الممثلة الجزائرية الأصل رشيدة براكني. وليست هي المرة الأولى التي يتقاسم فيها الزوجان عملاً مسرحيًا إذ سبق لرشيدة أن أخرجت، قبل 4 سنوات، مسرحية «في مواجهة الفردوس» للمؤلفة ناتالي سوجون ومنحت بطولتها لزوجها الذي كان من نجوم نادي «مانشستر يونايتد» البريطاني. تجري أحداث المسرحية التي ستعرض على مسرح «هيبرتو» في أوائل خمسينات القرن الماضي، غداة الحرب العالمية الثانية، حين راحت فرنسا والقارة الأوروبية كلها تلملم خرابها وتستعيد حياتها الطبيعية، مع ما تواجهه من صعوبات إعادة تعمير المدن ومداواة الأرواح التي أرهقها النزاع. وتتناول المسرحية حكاية رجل ضحى بسنوات من حياته في سبيل المرأة التي يحب. وهي تركز على مصائر الأشخاص المنسيين لصالح غيرهم ممن استفادوا من ظروف ما بعد الحرب وعرفوا من أين تؤكل الكتف. ويتواجه على المسرح صديقان سابقان هما فكتور ومارك، لحظة خروج الأول من السجن، لا لجريمة ارتكبها بل لحمل تهمة كانت ستودي بالثاني، الذي هو زوج المرأة التي يحبها وضحى في سبيلها. ولا يؤدي كانتونا في المسرحية دور الصديق النبيل الخارج من السجن بل دور الانتهازي مارك الذي كان من أبطال الحرب ثم تحول بعدها إلى رجل أعمال تحوم حوله الشبهات. ويؤدي دور فيكتور الممثل القدير غريغوري غادبوا، نجم فرقة «الكوميدي فرانسيز»، بينما تقوم بدور الزوجة كارولين سيول. تعرفت رشيدة براكني على كانتونا (48 عامًا) أثناء تصوير فيلم «الأكول» عام 2003. وتزوج الاثنان بعدها بأربع سنوات وأنجبا ولدا وبنتًا، أمير وسلمى. وترددت أنباء عن أن لاعب كرة القدم الشهير، الذي له ولدان من زواج سابق، اعتنق الإسلام ليقترن بالممثلة العربية الأصل المولودة في باريس، عام 1977 لوالدين جزائريين. وبسبب شخصيتها القوية وميولها للعمل العام والدفاع عن قضايا المرأة، خططت رشيدة لدراسة القانون والعمل محامية. لكن العمل الفني جذبها فدرست المسرح في الكونسرفاتوار الوطني للفنون في باريس وصارت ممثلة في فرقة «الكوميدي فرانسيز»، أعرق الفرق المسرحية الفرنسية، ثم مخرجة مسرحية. كما كانت لها تجارب في الغناء. لفتت براكني الأنظار عندما أدت، عام 1997 دورًا في فيلم «الفوضى» للمخرجة كولين سيرو ونالت عنه جائزة «سيزار» لأفضل ممثلة واعدة. وبعد شهر على نيلها تمكنت من الحصول على جائزة «موليير» لأفضل اكتشاف مسرحي عن دورها في مسرحية «راي بلاس». وبعد ذلك الدور قررت مغادرة «الكوميدي فرانسيز» لتتفرغ للسينما، بعد أن أدت أدوارًا صعبة في مسرحيات لشكسبير وكورناي وسوفوكليس وفكتور هوغو وراسين. كما قامت ببطولة مسرحية «الجزائر بالمؤنث»، والإعداد المسرحي لنص «سوناتا الخريف» لإنغمار برغمان. في ميدان الغناء، قدمت رشيدة براكني أسطوانة تحمل اسمها، كتب لها زوجها كلمات أغنياتها ووضع موسيقاها الملحن كالي.