تبددت آمال الفلسطينية اعتدال أبو ثريا في توفير طعام إفطار مناسب لعائلتها في اليوم الأول من شهر رمضان، بعد تعثر جهودها في استدانة ثمنه من أحد أقاربها. واضطرت اعتدال أبو ثريا للاقتصار في الإفطار على ما اعتادته من الزعتر والشاي وبعض قطع الطماطم وقليل من المقالي. وقد تحولت بهجة رمضان التي انتظرتها إلى هم وحزن، وهي تقف عاجزة أمام مطالب صغارها الذين يمنون النفس بطعام شهي. أبو ثرياء التي لم يفارقها البكاء وهي تتحدث عن مأساوية أوضاع عائلتها، تقول إنها تتفطر ألما كلما اقترب شهر رمضان حيث ترى العوز في عيون أبنائها وأحفادها. وتضيف أنها تتظاهر بفرحتها أمام الصغار لإشعارهم ببهجة رمضان بشرائها بعض قطع البسكويت أو الحلوى. وبينما تمنت في حديثها للجزيرة نت ألا يتجرع أحد مرارة الإحساس بالعوز والفاقة خصوصافي شهر رمضان، دعت أهل الخير لتفقد صغارها وغيرهم من أبناء العائلات المتعففة، في غزة الذين يجثم الفقر على تفاصيل حياتهم دون سند أو معين. وعائلة أبو ثريا المكونة من11 فردا لا تمتلك مصدر رزق لأبنائها بعد تقاعد الأب الذي "عمل بنظام العقد وحرم من راتبه التقاعدي"، بينما الابن الأكبر أقعدته إصابته بقصف إسرائيلي على كرسي متحرك، وبالكاد تستطع العائلة تدبير إيجار منزلها المتهالك. عائلة أبو ثريا الغزية تعيش في درك المرض والعوز(الجزيرة نت) وتختصر محتويات المنزل فصول البؤس الذي تعيشه هذه العائلة كمثيلاتها من الأسر المعوزة في قطاع غزة، حيث ارتفعت معدلات الفقر ونسب البطالة إلى مستويات غير مسبوقة جراء استمرار الحصار الإسرائيلي منذ ثمانية أعوام. الجدران متشققة وسقف "الزينكو" متهالك والأبواب مهترئة، والأثاث لا يزيد عن بعض الفرش والمقاعد البلاستيكية القديمة، بينما المطبخ أشبه بزنزانة صغيرة بطول وعرض مترين، ولا يحتوى سوى على بعض الأواني الصدئة وأنبوبة غاز طهي فارغة. رب العائلة نايف أبو ثريا يؤكد للجزيرة نت أن هذه الأوضاع البائسة تفقدهم فرحة شهر رمضان، وتجعل منه موسما يذكرهم بقلة ذات يدهم، رغم إصرارهمعلى استغلاله في الطاعة والدعاء بتفريج الكروب. وفي مواجهة حالة الفقر المدقع لهذه العائلة وأمثالها أطلقت الهيئة الشعبية الدولية لدعم غزة حملة اجعل "رمضانك لغزة" التي تستهدف مساعدة مئتي ألف أسرة متعففة. الهيئات الخيريةأطلقتحملة لإغاثة العوائل الفقيرة في غزة(الجزيرة نت) ويوضح منسق الهيئة بغزة مصطفى البحيصي أن الاتصالات مستمرة مع الجهات الخيرية حول العالم، لتوفير التمويل اللازم لاستكمال كل مراحل الحملة، التي يجسد عنوانها أهمية تخصيص أهل الخير صدقاتهم وزكواتهم لأهل غزة باعتبارهم الأكثر حاجة. ويؤكد للجزيرة نت أن اختيار الأسر المستفيدة يتم وفقا لمعايير الشفافية، ومن خلال الجمعيات الخيرية العاملة في القطاع بالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة. ويبين أن أولى ثمار هذه الحملة بدأت بأول يوم في رمضان من خلال توزيع 20 ألف سلة غذائية. من جانبه، كشف ممثل لجنة المناصرة الإسلامية الأردنية بغزة عامر جابر عن تكفل لجنته بتوفير 40 ألف سلة غذائية تحتوي على المواد الأساسية كالسكر والأرز والزيت والفول. وحث المحسنين حول العالم على المشاركة في الحملة لدعم صمود أهل غزة، خصوصا أن أحوالهم المعيشية تزداد تدهورا أكثر من ذي قبل، وبصورة تتجاوز الإحصاءات التي تعلنها المؤسسات المحلية والدولية حول الفقر والبطالة.