ما يميز المجموعة القصصية العودة لأستيلا قايتانو الصادرة مؤخراً عن دار رفيقي في جنوب السودان هو أنها ترصد تداعيات الحرب والانفصال بين شمال السودان وجنوبه على الشعب السوداني، الذي وجد نفسه مضطراً إلى عيش ذلك التمزق بين دولتين، حتى في الأسرة الواحدة التي قد تكون تجمع بين الجنوب والشمال كما هو حال أستيلا التي تنحدر من الجنوب وعاشت وتثقفت بثقافة الشمال وتزوجت من رجل شمالي.أستيلا التي أحبت اللغة العربية وكتبت بها هي نموذج بهي للامتزاج الثقافي السوداني، فهي منتمية عرقاً ووجداناً وتاريخاً إلى الجنوب، ومنتمية ثقافة وأفقاً تفكيرياً وعربياً إلى الثقافة العربية الشمالية، وقد استطاعت عبر تلك التوليفة أن تحجز لنفسها صوتاً قصصياً خاصاً عبرت عنه في مجموعتها الأولى زهور ذابلة عام 2004 عن دار عزة بالخرطوم، ثم واصلت حضورها إلى أن جاء إصدارها الجديد الحافل بالقصص الراصدة لأزمة الإنسان السوداني في ظل التجاذب السياسي بين الجنوب والشمال، وما يجره ذلك التجاذب من نهايات مؤلمة لذلك الإنسان، ، وتتوقف المجموعة مع شخصياتتعكس أطياف المجتمع السوداني الجنوبي والشمالي، وتعكس أكثر الفقر والألم والأسى والأحلام الضائعة للإنسان السوداني.