×
محافظة المنطقة الشرقية

الدعم الإماراتي: أكثر من 10 مليارات دولار تتويجاً للعلاقات الأخوية

صورة الخبر

بلون الدم الأحمر القاني اصطبغت جمعتنا الرمضانية الثانية، حيث نقّل الإرهاب خطواته الإجرامية بين ثلاث قارات ، من فرنسا إلى تونس وصولاً لخليجنا الحبيب مستهدفاً الكويت . وكما حدث في القديح والعنود ، لم يراع المجرمون الدواعش حرمة الأرواح ولا المساجد ولا الجمعة ناهيك عن حرمة رمضان هذه المرة ! جمعة دامية أخرى تتناثر فيها الأشلاء وتسفك فيها الدماء وتتوجع فيها القلوب على أرواح الشهداء الذين قضوا في مسجد الإمام الصادق وهم بين يدي الله وفي أمن بيته ، فأي إجرام كافر بحرمة الأرواح والمكان والزمان هذا؟! تثبت هذه الجرائم المتتالية الموغلة في البشاعة ، أن الهدف هو إشعال الفتنة الطائفية في أوطاننا وجر خليجنا ومنطقتنا إلى بحور من الدماء . المستهدف هو أوطاننا ، وكما كتبت من قبل وسأظل أكتب، لا منجى لنا ولا ملجأ إلا بالتلاحم والتدثر بالوحدة الوطنية من أنواء الفتن ، ولا سبيل أمامنا إلا التعايش والتعددية وتقبل بعضنا بعضا لنقطع الطريق على التكفيريين والمحرضين ومثيري الفتن . لسنا في مأمن جميعاً سنة وشيعة من يد الإرهاب الداعشي الغاشمة ، فالمراد هو ضرب بعضنا ببعض ، وحرق أوطاننا في نيران لا تبقي ولاتذر! أية محاولة اليوم لحرف الاتجاه عن حقيقة الفكر الداعشي التكفيري المتسبب بما نحن فيه من مآسٍ ، ليست إلا تواطؤاً مع الإرهاب ضد أنفسنا . وأية محاولة لتوزيع الاتهامات وإنكار أمراضنا الثقافية ليست إلا محاولة لخلط الأوراق ، ليتم صرف النظر عن الأسباب الحقيقة وراء قدرة الدواعش على تجييش أبناء الوطن ضده ، وللتعمية عن التعاطف الخفي مع داعش والذي لا يستطيع أن يعلن عن ذاته صريحاً . يجب أن لا تعنينا المؤامرة بقدر ما يعنينا كيف نقف جميعاً صفاً واحداً في وجه مخططات الفتن والتقسيم ، والتي تتمحور في جر منطقتنا إلى حروب مذهبية وتحويلها إلى كانتونات طائفية يعادي بعضها بعضاً. لا يمكن أن تنجح مؤامرة إلا إذا كان هناك استعداد وقابلية للوقوع في شباكها ، ولا يمكن أن تنجح مؤامرة -أيا كان من خطط لها - مع الوعي بأبعادها وطرق إفشالها . نعم هناك مؤامرة لكن لا يجب أن تكون مشجباً نعلق عليه أخطاء الماضي وفشل الحاضر وغياب خطط المستقبل . نعم هناك مؤامرة ، ولكن كل مايدور حولنا من احتراب واقتتال داخلي في أكثر من وطن عربي، يؤكد أننا نسير مغممي البصر والبصيرة تماماًَ إلى ما رسم لنا من تشرذم وتفتيت ، فأين عقولنا ؟! فهاهو وزير الدفاع الإسرائيلي (موشى يعلون) يصرح في مؤتمر (هرتسليا) : « أنه لا خطر على إسرائيل من العرب فالأمر المستقر في الشرق الأوسط هو انعدام استقرار مزمن ، سيظل مستمراً في السنوات المقبلة « إن من يعتقد أنه يدافع عن الدين بقتل المختلف مذهبياً ، إنما يصب دمه ودم من يقتله في شرايين الكيان الغاصب إسرائيل ! فتشوا في أوردة إسرائيل ستجدون دماء القاتل والمقتول هناك تمنحها مزيداً من العافية . amal_zahid@hotmail.com