×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / تونس بصدد متابعة اعتقال الاحتلال الإسرائيلي للرئيس التونسي السابق

صورة الخبر

«الصحافة تركض وراء الزبالة»! هكذا، وفي ما يشبه طوفاناً غاضباً من العتاب، أنحى الفنان السوري عبد المنعم عمايري باللائمة على الإعلام، متهماً إياه «بمحاباة أناس لا يستحقون النجومية، في حين لا يكترث بنجوم حقيقيين صاروا لا يجدون عملاً فجلسوا في بيوتهم»! «الراي» تحدثت مع عمايري، الذي يرفض عادةً أن يظهر في الإعلام، فواصل ثورته الغاضبة قائلاً، في تواضع تسربل بثوب الكبرياء: «لستُ نانسي عجرم أو عابد فهد أو أحمد السقا... بل أنا فنان مسرحي»! عمايري يطلّ في رمضان الحالي في أربعة أعمال هي: «العراب»، عن القصة العالمية الشهيرة وإخراج المثنى صبح، «فارس وخمس عوانس»، من تأليف أحمد سلامة وإخراج فادي سليم، والثالث «غداً نلتقي»، إخراج رامي حنّا (الذي يتشارك في تأليفه مع إياد أبو الشامات)، وهو من بطولته إلى جانب كاريس بشّار ومكسيم خليل. أما المسلسل الرابع فهو «سوا»، من كتابة رينيه فرنكوديس وإخراج شارل شلالا، وهو دراما العربية المشتركة. عبد المنعم عمايري يشكو من البروباغندا التي تصف «كل فنانة تكشف مفاتنها» بأنها «نجمة»، مردفاً في ناحية أخرى: «أنا لستُ رجلاً شرقياً، ولا أنظر إلى المرأة بمنطق الذكر والأنثى»، ومتطرقاً في حديثه مع «الراي» - بطريقته المفعمة بالجرأة والغضب والعتب معاً - إلى كثير من القضايا والآراء، تأتي تفاصيلها في السطور الآتية: • ألا ترى نفسك نجماً؟ - لا دخل لي بالنجومية. أنا أعمل ممثلاً، ولا علاقة لي بالنجوم. • لكنك تطلّ على الشاشة ويحبّ الناس أن يعرفوا الكثير عنك؟ - لستُ نانسي عجرم أو نادين نجيم أو عابد فهد أو أحمد السقا. أنا فنان مسرحي. • ولكنك تتعامل مع الأسماء التي ذكرتَها؟ - هذا صحيح. أنا أشتغل لأنني في حاجة إلى المال. ولكن لا دخل لي بالنجومية. • بعيداً عن النجومية، أريد أن أتحدث إليك كمحبوب يتابع الناس أعماله، ويهمني أن أعرف ما الأعمال التي ستشارك فيها في رمضان؟ - هناك أكثر من عمل، ولكن لا علاقة لي بالنجوم، ولا أحد يتابع حواراتي. • ولكنني أعرف حجمك، وأنا واثقة بأن الناس يتابعونك ويحبونك؟ - أنت تعرفين حجمي، وأنا أعرف حجمي، ولكن لا دخل لي بالبروباغندا الموجودة في لبنان، التي تقوم على «شوية سيليكون وشوية كرافات»، وأنا لست بوارد هذا كله. خلال 25 سنة من عملي الفني، لم أُجرِ مقابلات، ولا أحب التحدث عن نفسي. • ولماذا لا تحب الإعلام؟ - لأنه مبتذل. الصحافة تركض وراء الزبالة، أنا رجل أشتغل في الفن والثقافة والمسرح. الناس لا يريدونني. • ولماذا يراودك هذا الإحساس؟ - أنا أعرف ماذا يريد الناس. • ولكنك من الفنانين الذي يطلون سنوياً في رمضان وأعمالك تحظى بنسبة مشاهدة عالية؟ - ولماذا أتكلم عنها! فليشاهدها الناس، وعندها يمكن أن يثنوا أو أن يضحكوا عليّ. • لا شك أن الناس يحترمون تجربتك. وقلتَ إنك تطل في أكثر من عمل لأنك في حاجة إلى المال. فهل هذا يعني أن الثقافة لم تنفعك؟ - بلى. أنا أدرّس في عدد من الجامعات في الشارقة والشام وألقي محاضرات في أكثر من بلد عربي، وأقدم أبحاثاً. • يبدو أن الثقافة لا تطعم خبزاً في العالم العربي؟ - كل منا لديه خيار، وكل واحد يكون لديه استعداد كي يغيّر عقدة الكرافات وفِرْق شعره، وهناك ممثل يقدم دوراً واحداً طوال عمره لأنه لا يجيد تقديم غيره، وهناك ممثل آخر يقدّم مجموعة أدوار. وأنا الحمد لله من الممثلين الذين ينوّعون، وأجيد تقديم الكوميدي والتراجيدي والرومانس، وأجيد تقديم «حبيب» ودور الشحاذ بينما هناك ممثلون لا يوجد لديهم استعداد لتغيير عقدة ربطة عنقهم وفِرْق شعرهم وهذا هو الفارق بيني وبين الآخرين. • تقصد أن هناك فنانين ظلوا أسرى لدور معين؟ - وهذا ليس خطأ لأنهم يخافون على «البرستيج». بينما أنا شغلتي ممثل وألعب كل الأدوار. • لكن كل الممثلين يؤكدون أنهم يلعبون كل الأدوار، ويشيرون إلى أن كلمة ممثل تعني تقديم كل الأدوار؟ - وأنا أقول لمَن يقول هذا الكلام «ورجيني حالك». مفهوم النجومية عندنا هو «jeune premier»، وأصبحت الفنانة التي تملك مفاتن أنثوية أكثر هي النجمة؟ في الأساس أنا لا أحب كلمة نجم، والنجوم يوجدون على صفحات المجلات التي «تشرشر سيليكون وتزليط». لا أفهم ماذا تعني كلمة نجم! أي ممثلة تطلّ بملابس مكشوفة تسمونها نجمة، وأي ممثل يطل بـ «لوك معين» تسمّونه نجماً. أنا لا أحبّ هذه الكلمة ولا أطيقها ولا أحب أن أكونها. • هل ترى أن الأعمال المشتركة بدّدت مفهوم النجمة الأولى و«jeune premier»؟ - لا أعرف ولا دخل لي بأحد. أعتقد أنه توجد في لبنان ممثلات لم تكن أمهاتهن يعرفنهنّ وعندما وُجدت الأعمال المشتركة صرن معروفات إلى حد ما عند الناس وارتفعت أجورهن وتعلّمن التمثيل قليلاً. في المقابل، هناك في لبنان أسماء كبيرة وأنا أحترمها جداً وأراها قيمة كبيرة، ولكنها لم تنل حقها. • لكن ألا تجد أن بعض الممثلات السوريات، انطلاقاً من الناحية التي أشرتَ إليها، يسرن على خطى النجمات اللبنانيات؟ - عندما نتكلم عن الدراما السورية، فنحن نتكلم عن تاريخ وعن دراما «طحشت» على مصر في لحظة من اللحظات، وصارت في المرتبة الأولى. هل تريدين أن أذكر لك أسماء؟ • طبعاً؟ - هناك أمل عرفة وسمر سامي ومنى واصف وأسماء كبيرة جداً موجودة في سورية وفي العالم العربي، ولا يمكن مقارنتها بأحد. وفي لبنان توجد أسماء كبيرة أيضاً، ولكنها لم تنل حقها. في التسعينات صارت هناك فضائيات وحصلت نهضة في الدراما السورية وأوجدت ما يُعرف بالبطولات الجماعية، بعدما كانت الدراما المصرية تقوم على شخص واحد يُفصّل العمل على أساسه. في سورية لا يوجد «أنا أشتغل مع سلوم حداد أو أيمن زيدان»، بل أنا أشتغل مع المخرج هيثم حقي والليث حجو وفردوس أتاسي. وأعتقد أن مصر في الفترة الأخيرة، شعرت بأهمية هذه الناحية واتجهت نحو البطولات الجماعية. نحن نشتغل فناً يشبه الناس والشارع ونبضه. • وهل ترى أنّ الدراما السورية لا تزال تحافظ على الوهج الذي كانت عليه قبل 4 سنوات أو 5 سنوات أم أنها تراجعت؟ - الحرب في سورية تحتاج إلى مسافة كي نتمكن من التحليل والتحدث عنها درامياً، ولننتظر هذه السنة كي نعرف ماذا سيُقدّم، هناك مسلسل بعنوان «غداً نلتقي»، وأعتقد أنه سيكون من أهم الأعمال الدرامية التي أُنتجت في تاريخ الدراما، ليس لأنني شاركتُ فيه. • ما رأيك بالأعمال التي تناولت الأزمة السورية خلال العامين الماضيين؟ - هي لم تلامس الواقع بشكل كبير. مسلسل «غداً نلتقي» يتناول الحرب، ولكن من الجانب الإنساني وليس السياسي، لأنني ضد أن نتكلم في الجانب السياسي بسبب وجود انقسام كبير بين الجمهور حول القصة وفي النهاية لا أحد يفهم منها شيئاً. «غداً نلتقي» وهو من إخراج رامي حنا وبطولتي وبطولة مكسيم خليل وكاريس بشار. أنا ضدّ أن يدخل الفنان في السياسة لأن مهنته هي الجانب الإنساني والحياتي. • لكن الجانب السياسي هو الذي سبب أزمة إنسانية وحياتية في سورية؟ - هذا صحيح. لكن مَن يقدّم فناً يجب ألا يشتغل في الجانب السياسي، لأن له أصحابه. أنا كفنان يهمني الناس من هم فقراء ومتعبون ومهجرون ومَن يرغبون في السفر ومَن يعيشون حالة الحرب. • هل ترى أن بعض النجوم اللبنانيين لا يستحقون أن يكونوا في مواقعهم؟ - لا شك أنه يوجد في لبنان مَن يستحقون أن يكونوا نجوماً، وهذا كلام عام، وفي المقابل هناك «ناس فايتة بالبروباغندا والتشليح والتزليط والسيليكون»، ولبنان بلد الإعلام والتسويق وفي الوقت نفسه توجد في لبنان ظاهرة لا تعنيني أبداً وهي مسالة «البروباغندا». نحن نعيش في لبنان منذ ثلاث سنوات ولم نظهر في أي برنامج لبناني، وفي لبنان إعلاميون ومطربون وممثلون مهمون ولكنهم لا ينالون حقهم، وهم جالسون في بيوتهم، و«هيدا بيحرق القلب». • لماذا لم تظهر في مسلسل «باب الحارة» بوصفه عملاً كبيراً؟ - مسلسل «باب الحارة» أنا لا «أقبضه»، وعُرضت عليّ المشاركة في كل أجزائه ولكنني اعتذرتُ. • كرجل شرقي... ألا تتمنى ذكَراً يحمل اسمك؟ - أنا لا أرى نفسي رجلاً شرقياً، كما أنني لا أنظر إلى المرأة بمنطق «الذكر والأنثى». أنا أنظر إلى ابنتيّ كـ «بني آدم» ولا أتعامل مع الأنثى على أنها مخلوق ضعيف، وبأنني رجل شرقي. • ألا ترى أن مشاركتك في أكثر من عمل في موسم واحد هو خطأ؟ - لو أنني أظهر في نفس الدور «أقبل بأن يبصق الناس عليّ»، ولكنني أملك القدرة على التنويع وعلى تقديم الكوميديا والتراجيديا، وغيري ليسوا كذلك، وهذا لا يعني أنهم ليسوا موهوبين.