يواجه الكثير من الأسر النازحة إلى مديرية المنصورة بعدن مخاوف كامنة في اتساع نطاق المواجهات المسلحة بين المتمردين والمقاومة الشعبية المسلحة لتشمل آخر الملاجئ الآمنة نسبيًا مقارنة بمديريات عدن الأخرى التي تحولت معظم أحيائها المكتظة إلى ساحات متفرقة لمعارك ضارية ومتصاعدة. وتسبب استهداف الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق لأحياء سكنية في مديرية المنصورة في تصعيد التوجسات الجماعية للأسر النازحة من أحياء منكوبة بمديرية التواهي والمعلا وكريتر من تكرار سيناريو البحث المنهك عن ملجأ آمن وسط محيط صاخب ومروع من الاشتباكات المسلحة وخطوط التماس المشتعلة. واعتبر الناشط الاجتماعي في مديرية المنصورة الدكتور أحمد عبد المغني الصليحي في تصريح لالخليج أن اتساع نطاق المواجهات المسلحة بين المتمردين والمقاومة الشعبية لتصل إلى مديريتي المنصورة وإنماء اللتين مثلتا ملجأ للكثير من الأسر النازحة من جحيم الحرب التي تستعر في شوارع وأحياء المديريات الأخرى بعدن فاقم من الأزمة الإنسانية التي وصلت إلى حدود كارثية. وأشار الصليحي إلى أن المتمردين لا يترددون في قصف الأحياء والمناطق السكنية المكتظة بعدن وهم يلاحقون بانتهاكاتهم حتى الأسر النازحة في المنصورة مشيرًا إلى أن ما تشهده عدن من مواجهات مسلحة محتدمة تفتقد للحد الأدنى من القيم واحترام حق السكان المتضررين على الأقل في الحصول على ملاجئ آمنة ولو بشكل نسبي. اللجوء الجماعي للكثير من سكان مديريات عدن إلى المنصورة بات في ظل امتداد نطاق المواجهات المسلحة إلى الأخيرة أشبه بمجازفة غير مأمونة العواقب وبخاصة بعد تعرض أحياء يقطنها النازحون الجدد لقصف المتمردين، الذي بدد هامش الآمال لدى هؤلاء في إمكانية انحصار دائرة العنف في حدود المناطق التي تشهد تصاعدا للاشتباكات والتزام المتمردين بالحد الأدنى من القيم الإنسانية في إتاحة مساحة آمنة للفارين من الأحياء التي تحول معظمها إلى ساحات ترتع فيها الأشباح. واتهم الناشط في المقاومة الشعبية بعدن طلال عبد الكريم عثمان في تصريح لالخليجميلشيا المتمردين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية معتبرا أن قصف أحياء مكتظة بالعائلات النازحة من مديريات عدن المشتعلة بنيران الاشتباكات المتبادلة يعد جريمة ضد الإنسانية. وأشار عثمان إلى أن العديد من الأسر النازحة عاودت رحلة البحث المضنية عن ملجأ جديد آمن بعد تبدد آمالها في البقاء بشكل آمن بالمنصورة، فيما فضلت عائلات أخرى الاستسلام لقضاء الله وقدره وعدم ترك المنازل التي لجأت إليها بشكل اضطراري. وحملت الناشطة الحقوقية انتصار عمر أحمد الزايدي في تصريح لالخليج الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية الناشطة في المجال الإغاثي مسؤولية التهاون في إبراز ومناهضة جرائم المتمردين معتبرة أن الأمم المتحدة لم تسهم حتى الآن بدور يذكر في إنشاء مناطق آمنة من خلال ممارسة ضغوط فاعلة وقوية لإلزام طرفي الصراع المسلح بعدن باحترام حقوق السكان المدنيين في الحصول على ملاجئ آمنة.