بعد نصف قرن من تطبيع العلاقات بين الجارتين الآسيويتين، ظهرت رئيسة وزراء كوريا الجنوبية بارك جيون هاي، ونظيرها الياباني شينزو آبي، في السفارة اليابانية بالعاصمة سيؤول، في مشهد غير مألوف، يبشر بمستقبل جديد يتم تجاوز مخلفات الحرب القديمة والجرح العميق الذي خلفته. ويتهم الكوريون اليابان بالفشل في التكفير عن الاستعمار الوحشي لشبه الجزيرة الكورية، واستعباد النساء الكوريات من قبل الجنود اليابانيين خلال فترة الاحتلال. وخلال الأسبوع الماضي، تحدثت جيون هاي عن الحاجة لبدء عهد جديد من التعاون، وعدم الوقوع في فخ عبء التاريخ الثقيل. وإذا ما استمرالتغير في العلاقات الدبلوماسية، فسيكون موضع ترحيب في الولايات المتحدة، حيث أعربت إدارة الرئيس باراك أوباما، عن إحباطها من أن الحليفين الأكثر أهمية في آسيا ــ اللذين يستضيفان معاً نحو 80 ألف جندي أميركي ــ لا تبدو لديهما رغبة في إنهاء المشاحنات التي تعود إلى زمن الحرب. وتحدثت مصادر دبلوماسية في البلدين عن احتمال عقد لقاء قريب بين رئيسي البلدين، بعد أكثر من ثلاث سنوات من اللقاء الأخير. وفي المقابل، أعرب 86% من اليابانيين، و90% من الكوريين الجنوبيين، عن تشاؤمهم في ما يخص العلاقات الثنائية، في استطلاع للرأي أجري أخيراً، على الرغم من أن أغلبية المستطلعة آراؤهم عبروا عن رغبتهم في تحسن العلاقات.