أعلنت الحكومة العراقية اعتقال عبدالباقي عبدالكريم السعدون، وهو أهم قادة حزب البعث، بعد عزة الدوري، في محافظة كركوك (240 كلم شمال بغداد)، وجاء في تعليق نُشر على صفحة السعدون الرسمية، أن جهات لم يسمّها «غدرت به» ما أدى إلى اعتقاله. وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي، إن «القوات الأمنية ألقت القبض على عضو قيادة قطر العراق في حزب البعث المنحل، عبدالباقي السعدون خلال جهد استخباراتي خالص». وأفاد مصدر أمني «الحياة» بأن «العملية تمت بالتعاون مع الحشد الشعبي». والسعدون هو المطلوب رقم 40 على لائحة الـ55 الشهيرة، التي أصدرتها القوات الأميركية عام 2003، والتي تضمّ كبار مسؤولي النظام السابق. وفي نهاية نيسان (أبريل)2005، أعلنت الحكومة في بيان، أنها «خصّصت مليون دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى إلقاء القبض عليه، كونه مطلوباً للعدالة لارتكابه جرائم ضد الإنسانية خلال الانتفاضة الشعبية في الجنوب عام 1991، وارتكابه جرائم تعذيب وقتل ما يقرب من 500 شخص من بلدة الزبير في البصرة عام 1991، وأشرف شخصياً على الأجهزة الأمنية التي نفّذت عمليات الإعدام بالأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، الذين تمّ دفنهم في مقبرة جماعية». وبعد ساعات من إعلان خبر اعتقال السعدون، منتصف الليلة قبل الماضية، نشر أحد المقربين منه تعليقاً على صفحته في «فايسبوك»، جاء فيها: «لست الوحيد في هذا الدرب، فقد سبقك قائدك ومعلّمك الشهيد صدام حسين، وستستمر المسيرة وسيستمر الجهاد والنضال». واتّهم المعلّق جهات لم يسمّها بالغدر، قائلاً: «كما غدروا بالشهيد صدام حسين، غدروا بك اليوم أيضاً، وهم يختبئون خلف أسيادهم العملاء، فغداروك يدّعون النضال والجهاد، والله مطّلع على ما يقولون ويفعلون. الله معك وقلوبنا معك. وكل الشرفاء الذين عملوا وجاهدوا معك، وما زادوك إلا بطولة، فأنت يعرفك الشرفاء فقط، ولا يعرفك غيرهم بطلاً متواضعاً لا تخشى قول الحق، يا من رفضت الذل والهوان، ورفضت نقض العهد ومضيت في طريق الحق». وقال السعدون في شباط (فبراير) 2014 في شريط صوتي، إن «اجتماعين لقيادة القطر عقدا، وتم خلالهما انتخابه أميناً عاماً للحزب في تسع محافظات في جنوب العراق ومنطقة الفرات الأوسط، بدلاً من عزة الدوري»، واتّهم الأخير بأنه «كان السبب في الويلات التي مرّ بها العراق إبان تولّي البعث السلطة، وكان المحرّض الرئيسي للحرب على الكويت، ثم عاد بعد ذلك ليعلن ندمه». وكشف أن «الدوري بعث برسالة الى رئيس الوزراء (السابق) نوري المالكي، يطلب فيها إجراء حوار مع الحكومة، غير أن الأخير رفض طلبه، فضلاً عن محاباته بعض البعثيين في صلاح الدين على حساب غيرهم». وأعلن أن «تنظيمات الحزب بعدما انتخبته قائداً جديداً بدلاً من الدوري، ستعيد تشكيلاتها الحزبية مرة أخرى، وستدعم المجالس العسكرية والفصائل الجهادية والإسلامية في الأنبار». وأنهى خطابه بصفته الجديدة «قائد فصائل الجهاد لتحرير العراق». وبعد أقل من شهرين، انضمّ محمد يونس الأحمد، زعيم الجناح المنشقّ، الى قيادة السعدون، ودمج التنظيمان معاً في مواجهة الدوري. وفي الخامس من الجاري، نعى السعدون رفيقه نائب رئيس الوزراء في نظام صدام طارق عزيز، بتوقيع «الرفيق المقاتل عبدالباقي عبدالكريم السعدون، أمين سر قيادة العراق الشرعية لحزب البعث العربي الاشتراكي، قائد الفصائل الجهادية لتحرير العراق».