فيما ارتكب طيران النظام المروحي التابع لقوات بشار الأسد فجر أمس مجزرة جديدة في محافظة درعا راح ضحيتها العشرات من المدنيين، تمكن الأكراد أمس، من طرد عناصر تنظيم "داعش" من مدينة عين العرب "كوباني" في شمال سورية التي كان دخلها التنظيم الخميس الماضي، وذلك للمرة الثانية بعدما تمكنت القوات الكردية بدعم التحالف الدولي من طرد عناصر التنظيم من المدينة قبل عدة أشهر. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجوم الذي شنه تنظيم داعش فجر الخميس الماضي، خلف أكثر من مائتي ضحية بين المدنيين قتلوهم قصفا أو قنصا أو رميا بالرصاص. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "المقاتلين الأكراد استعادوا السيطرة على المواقع التي كان احتلها تنظيم داعش في كوباني، وأن ذلك تم بعد تمكن وحدات حماية الشعب الكردية من دخول جنوب غرب المدينة التي كانت آخر موقع يتحصن فيه التنظيم. وبحسب المرصد، فقد تواصلت المعارك التي اندلعت الخميش الماضي في مدينة الحسكة شمال شرق البلاد بين قوات النظام وتنظيم داعش الذي يحاول السيطرة على المدينة. وذكر المرصد أمس أن المعارك تتركز في جنوب المدينة حيث سيطر التنظيم على حيين نزح منهما 60 ألف شخص، بحسب تقرير للأمم المتحدة. وكان طيران النظام المروحي ارتكب فجر أمس مجزرة راح ضحيتها العشرات من المدنيين بين قتيل ومصاب، وذلك بإلقائه حاوية متفجرة استهدفت أحد أحياء بلدة نصيب بريف درعا. وأوضح نشطاء أن طيران النظام شن حملته على محافظة درعا بالتزامن مع معركة "عاصفة الجنوب" التي بدأها الثوار قبل عدة أيام حققوا خلالها تقدما داخل المدينة. وفي سياق متصل، ألقى الطيران المروحي 4 براميل متفجرة على أحياء درعا البلد، وذلك بعد استهداف الطيران الحربي بأربعة صواريخ فراغية حي طريق السد في المدينة. في الغضون، طالب رائد صالح رئيس الدفاع المدني السوري وهي منظمة تضم رجال إنقاذ يعرفون باسم الخوذ البيضاء، مجلس الأمن بإجبار نظام الأسد على وقف قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة، وقال إن أزيز الطائرات الهليكوبتر يملأ قلوب السوريين بالخوف، مضيفا "كمواطن سوري لم أكن يوما أتخيل نفسي وأنا أطالب بتدخل أجنبي، لكن أرواح الأبرياء من النساء والأطفال الذين يلقون حتفهم كل يوم تدعونا لأي تدخل ممكن لوضع نهاية لآلة القتل الوحشية التي يقودها الأسد". إلى ذلك، تعهدت إسبانيا وفرنسا أول من أمس بإطلاق مبادرة جديدة في مجلس الأمن الدولي من أجل وقف الهجمات بالبراميل المتفجرة في سورية، بعدما أكدت عدد من منظمات حقوق الإنسان أنها تتسبب بالنسبة الأكبر من الضحايا في النزاع الدائر في البلاد. وكان مجلس الأمن الدولي تبنى قرارا في فبراير 2014 يطالب بوقف الهجمات التي يتهم الغرب نظام الأسد بالقيام بها عبر إلقاء براميل محشوة بالمتفجرات من مروحيات، لكن لم يشرع مجلس الأمن بأي تحرك لتنفيذ هذا التدبير، حيث استخدمت روسيا بصورة منتظمة حقها في الاعتراض (الفيتو) لعرقلة القرارات التي تستهدف الأسد.