×
محافظة المدينة المنورة

أمانة المدينة تطلع على تجربة مسلخ بريدة النموذجي

صورة الخبر

تموج الأنباء في هذه الأيام بالأخبار عن التيارات الجديدة في السياسة الدولية ومنها الدور المتنامي لروسيا وتصديها للقيادة الغربية لشئون العالم، والوزن الاقتصادي الثقيل للصين التي تستعد لأن تصبح عما قريب ذات أكبر اقتصاد في العالم، واضمحلال القدرة على التحرك المستقل وممارسة التأثير لدى عدد من الدول الكبيرة مثل فرنسا وبريطانيا واليابان، وإمكانية التقارب الغربي الإيراني بما يحمله مثل هذا التقارب من آثار جسيمة على التوازنات السياسية والايديولوجية في منطقتنا، وضمن هذا الخضم اللجب كان من الضروري أن ننظر إلى العالم لنستقرئ خارطة التحالفات الطبيعية والمستقبلية التي يمكن أن تعمل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على توثيقها أو تطويرها ضماناً لأمنها ومستقبلها. يأتي في طليعة هذه التحالفات الجناحان الطبيعيان لدول مجلس التعاون وهما باكستان ومصر، وكلتا الدولتين تحظيان بقدر كبير من التوافق الفكري والعاطفي مع دول المجلس على الصعيدين الرسمي والشعبي، وكلتاهما تتمتعان بالعمق البشري والعسكري الذي يمكن أن يمثل رافداً قوياً للمجلس، وكلتاهما تشتركان مع دول المجلس في الحذر من أعداء قائمين مثل إسرائيل أو اعداء محتملين، لذلك فإن من الضروري والطبيعي أن تحظى العلاقة مع هذين البلدين الشقيقين باهتمام خاص وأن تبادر دول المجلس كما فعلت مع مصر إلى دعمهما وإسنادهما سياسياً واقتصادياً إلى أقصى حد ممكن. الحلقة الثانية من التحالفات تشمل في تقديري قوتين كبيرتين سوف يكون لهما نفوذ متزايد على الساحتين الاقتصادية والسياسية وربما العسكرية في المستقبل المنظور وهما الصين وأوروبا المتحدة، كلتا القوتين تمثلان في الوقت الحاضر ثقلاً اقتصادياً عظيماً ومتزايداً، ولن يطول الأمد قبل أن تترجم هاتان القوتان، وخاصة الصين، وزنها الاقتصادي إلى رصيد سياسي وعسكري واستراتيجي، كلتا القوتين تحتاجان مجموعة دول المجلس بما تحتويه هذه الدول من مخزون ضخم من الغاز والبترول، وكلتاهما تشتركان مع دول المجلس في مواجهة تهديدات حالية أو محتملة من جهات أخرى، كما أن طبيعة العلاقة بين هاتين القوتين وبين دول مجلس التعاون أقرب إلى التكامل منها إلى التنافس. الحلقة الثالثة من التحالفات تشمل قوتين ذات تأثير سياسي واقتصادي متنامٍ ويمكن لهما أن تؤديا دوراً أكثر فعالية على المدى الطويل وهما الهند والبرازيل، وقد لا تتمكن دول المجلس من الوصول بعلاقتها بهاتين الدولتين إلى حد التحالف الاستراتيجي ولكنها يمكن أن تسعى إلى تطوير علاقة نوعية متميزة تؤدي على أقل تقدير إلى تحييد الهند والحؤول بينها وبين الارتباط بشكل وثيق مع أطراف أخرى. وأخيراً فإن من الضروري ألا تأتي مثل هذه العلاقات على حساب الرصيد الكبير للعلاقات القوية بين دول المجلس وحلفائها التقليديين مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بل ينبغي أن يكون الهدف هو تعزيز هذه العلاقات التقليدية وتسخير التحالفات الأخرى في سبيل نهج سياسي اقتصادي استراتيجي مشترك يعمق من نقاط التلاقي والاشتراك ويحاصر مواقع التباين والاختلاف. للتواصل: afcar2005@yahoo.com فاكس : 02/6901502 afcar2005@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (19) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain