فتح اعتذار المملكة عن مقعد العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، ملف منظمة الأمم المتحدة على مصراعيه، واضعاً مصداقية المنظمة الدولية الأكبر في العالم على المحك، حيث كانت رسالة المملكة واضحة بأن الأمم المتحدة قصرت وتخاذلت وكالت بمكيالين في القضايا الدولية، لاسيما في القضايا العربية والإسلامية، وأن القضايا العربية مجرد ملفات يتم وضعها في الأدراج الدولية وعلى رأسها القضيتان الفلسطينية والسورية. هذا الاعتذار الذي كان صداه مدوياً ليس في أروقة المجلس فحسب بل في العالم، أفقدَ الأمم المتحدة ومؤسساتها المنوطة بحفظ الأمن والسلم، زمن هيبتها أمام الرأي والمجتمع الدولي، الذي تغيرت خارطته حيث سقطت دول وكيانات وظهرت قوى جديدة، أفرزت قضايا وأزمات عجز ميثاق الأمم المتحدة على التعامل معها لضلوعه خلف التوجهات الإيديولوجية وصراعات الدول الخمس الكبرى. واليوم باتت هيبة مجلس الأمن ومصداقيته على المحك، طالما يرتبط ارتباطا وثيقا بموازين القوى الكبرى، التي تتصارع من أجل مصالحها. فهل باتت المنظمة الدولية أسيرة لزمن ولى ؟ ومن المسؤول عن فقدان مجلس الأمن لهيبته، وهل نحن بحاجة إلى منظمة بديلة؟