اعلن الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجرى أمس اتصالاً هاتفياً بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للبحث في الجهود الدولية لإنهاء الأزمة السورية ووقف مساعي ايران النووية. وأوضح الكرملين ان خادم الحرمين الشريفين والرئيس الروسي «اعربا عن اهتمامهما المشترك في تعزيز التعاون بينهما ومواصلة الاتصالات على مختلف الأصعدة» بهدف المساعدة على حل الخلافات العالمية، لافتاً الى انهما ركزا اهتمامهما خلال المكالمة الهاتفية على بحث المسائل المتصلة بتسوية النزاع السوري والوضع حول برنامج إيران النووي. وتزامن ذلك، مع جولة يقوم بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في المنطقة تشمل الإمارات، بعد مشاركته في اجتماع «5+1» مع الجانب الإيراني في جنيف اول من امس. فيما عقد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض اجتماع هيئته العامة في إسطنبول لاتخاذ موقف من المشاركة في مؤتمر «جنيف 2». وقال الناطق باسم «الائتلاف» خالد الصالح ان التكتل المعارض لن يشارك في المؤتمر من دون دعم المجموعات العسكرية المعارضة التي تقاتل النظام ميدانياً، مضيفاً: «لدينا الآن حوار وشراكة وسنعمل مع كتائب الجيش السوري الحر. في نهاية المطاف نحن معاً ونحن في الجانب نفسه ونحارب العدو نفسه». وشدد على انه «اذا كان علينا ان نذهب الى جنيف فإنهم (ممثلو الجيش الحر) سيكونون ضمن الوفد. وهم حريصون مثلنا تماماً على نجاح قيام سورية ديموقراطية». وأوضح الصالح ان «الائتلاف» شكل وفدين سيزوران داخل سورية للبحث في امكان الذهاب الى جنيف مع قادة من كتائب «الجيش الحر». وبعدما قال الصالح انه جرى تشكيل لجنة لصوغ مواقف «الائتلاف» من المشاركة في «جنيف 2»، جدد موقف المعارضة من مصير الرئيس بشار الأسد وقال: «بناء على وثيقة جنيف الأولى (في حزيران/ يونيو العام الماضي) فإن بشار الأسد وأولئك الذين ارتكبوا جرائم ضد السوريين ليس لهم مكان في العملية السياسية في سورية، سواء حالياً او مستقبلاً». وعن مشاركة ايران في المؤتمر، قال الصالح: «لدينا غزو ايراني لسورية. قبل ان نتحدث عن مشاركة ايران في جنيف، على ايران ان تسحب قواتها وميليشياتها الموجودة في سورية، بما في ذلك الميليشيات الاجنبية سواء حزب الله او أبو فضل العباس وغيرها من الميليشيات التابعة لها... ومن ثم على ايران ان تعلن في شكل واضح وصريح قبولها» مبادئ بيان جنيف الأول التي تتضمن تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة و»بعدها تتم مناقشة حضور ايران في مؤتمر جنيف 2». وكان «الائتلاف» بحث في اقتراحات احمد طعمة لتشكيل حكومته الموقتة. وأوضح الناطق باسم «الائتلاف» ان الحكومة تحتاج نحو 50 مليون دولار أميركي شهرياً و»بالنسبة للأشهر الستة الأولى نحن نتحدث عن مبلغ 300 مليون دولار». وفي بغداد، أقرّ وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي داوود أوغلو الذي يزور العراق حالياً، بخلافات مع تركيا حول حل الأزمة السورية، لكنه أكد اتفاقهما على انتقال سلمي للسلطة فيها. وقال زيباري «ان العالم أيقن بصعوبة الحل العسكري في سورية، وأن الحل الأمثل لأزمتها هو عدم عسكرة النزاع وإنما الدخول في حوار بين المعارضة والنظام»، مضيفاً ان انقرة وبغداد «متفقان على عدم حصول فوضى في سورية» وأنه «يمكن ان يتعاونا رغم خلافاتهما حول الحل من اجل انتقال سلمي للسلطة هناك، لأنهما متفقان على دعم هذا الانتقال والعمل من اجله». في المقابل، قال داود اوغلو ان النظام السوري هو الذي فسح المجال للجماعات المتشددة للدخول الى سورية. وشدد على ان النظام هو من اكبر المتدخلين في شؤون المنطقة، مضيفاً ان النظام السوري «يقف وراء الكثير من الأعمال الإرهابية في العراق ولبنان». وقال ان «التاريخ لم ير ظالمًا مثل بشار الأسد، الذي يقصف مدن بلاده بالطائرات والمدفعية، ويقتل سكانها في شكل جماعي». ميدانياً، بسطت قوات النظام، مدعومة بعناصر «حزب الله» وميلشيات أخرى، سيطرتها الكاملة على قاعدة عسكرية مكلفة حماية مطار حلب الدولي كان استولى مقاتلون معارضون على أجزاء منها أول من امس. وأفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) بأن وحدات من الجيش النظامي «أحكمت سيطرتها الكاملة على منطقة اللواء 80» في ريف حلب، فيما قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان الاشتباكات في محيط اللواء 80 المجاور لمطار حلب الدولي أسفرت عن مقتل 43 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة و20 مقاتلاً من «الدولة الإسلامية» و»جبهة النصرة» و 32 عنصراً من القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني، اضافة إلى سقوط مئة جريح في صفوف الطرفين. وتشهد القاعدة العسكرية التي سيطر عليها مقاتلون معارضون للنظام السوري في شباط (فبراير) الماضي، اشتباكات عنيفة ومعارك كر وفر بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة منذ يوم الجمعة الماضي. واستعاد مقاتلو المعارضة السيطرة على أجزاء من القاعدة اول من أمس، بعدما كان الجيش النظامي السوري تقدم في أجزاء منها اثر اشتباكات عنيفة الجمعة. وقال «المرصد» إن قوات النظام السوري قصفت منطقة الحجر الأسود في جنوب العاصمة بصاروخ يعتقد بأنه من نوع أرض - أرض، اضافة إلى قصفها مناطق في بلدة حجيرة. وبحسب «المرصد» دارت «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر قوات جيش الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني ومقاتلي لواء أبو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين شيعة من جنسيات أجنبية من جهة، ومقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة أخرى على أطراف بلدتي حجيرة وعقربا وتحدثت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وأشارت مصادر المعارضة الى ان القصف استهدف التمهيد لاقتحام ستقوم به قوات النظام وموالين بعدما تقدمت في محيط السيدة زينت في جنوب دمشق في الأيام الماضية. وذكر «المرصد» ان مقاتلين متشددين قتلوا النائب مجحم السهو (50 سنة) كانوا خطفوه في وسط البلاد، خلال توجهه الى دمشق قبل ايام. الى ذلك، قالت «منظمة هيومن رايتش ووتش» إن القوات الجوية السورية استخدمت قنابل حارقة في عشرات الهجمات خلال العام الماضي من بينها قنبلة تزن نصف طن قتلت 37 شخصاً في مدرسة في حلب. ودعت المنظمة العالم إلى إدانة استخدام النظام هذه الأسلحة التي تحتوي على مواد قابلة للاشتعال. وقالت إنه يجب أيضاً تشديد القوانين الدولية التي تقيد انتشارها. وقال بوني دوكرتي الباحث المتخصص في الأسلحة في المنظمة التي ستقدم تقريراً بهذا الشأن في اجتماع دولي في جنيف هذا الأسبوع ان قوات النظام السوري استخدمت «أسلحة حارقة لإلحاق أضرار مروّعة بالمدنيين، وبينهم الكثير من الأطفال».