أرجع مسؤول في أمانة العاصمة المقدسة، السبب الحقيقي خلف تردي وتدني مستويات النظافة في مكة المكرمة التي شهدتها شوارعها وميادينها وأحياؤها خلال الأيام الثمانية الماضية، إلى تكرار توقف عمالة مقاول النظافة عن العمل خلال العام الجاري 2013 خمس مرات منها المرة الأخيرة. وأكد أن البارحة الأولى سجلت لحظة انتهاء التوقف عن العمل بعد أن وافقت الوردية الثالثة من عمال النظافة على مباشرة العمل والنزول إلى الميدان، ومن ثم نزول الوردية الأولى والثانية منذ صباح أمس. وقال الدكتور أسامة البار أمين العاصمة المقدسة: هناك شرط في العقد الموقع بين المقاول ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ينص على تحمل الدولة فرق الرسوم المفروضة على تجديد إقامات العمال في مؤسسة النظافة في حال تغيرت بعد إبرام العقد، وهو ما حصل في الوقت الحالي. وأضاف: "ونظراً إلى اشتراط وزارة المالية أن يدفع المقاول في الأول فرق الرسوم لتجديد الإقامة للعمالة ومن ثم الرفع بالمطالبة بها لصرفها له، حدث هناك خلل تمثل في عدم قدرة وكفاءة الملاءة المالية للمقاول بتحمل تلك الرسوم الإضافية للمطالبة بها بعد ذلك". وأكد أن مشكلة توقف العمالة تعود هذه المرة إلى عدم تجديد إقامات وتصحيح وضع نحو 3500 عامل من أصل 6.5 ألف عامل، التي منع حدوثها وجود قصور في الملاءة المالية لدى المقاول الذي لم يستطع أن يقوم بعمل التجديدات اللازمة نظراً لزيادة الرسوم المفروضة على رخص العمالة". وتابع: "وللخروج من مشكلة توقف عمالة النظافة المستمر في بعض المدن، يجب التوجه نحو الاستثمار في النظافة من خلال استخدام التقنية الحديثة والتقليل من أعداد العمالة، خاصة في مدينة كمكة المكرمة التي يفد إليها نحو عشرة ملايين زائر سنوياً، وينتج عنهم كميات هائلة من النفايات الصلبة". نفايات متراكمة في أحد شوارع مكة. وأشار إلى أن قضية التوقف عن العمل يتحمل مسؤوليتها ثلاثة أطراف، وهم العامل وصاحب العمل والأمانة بصفتها الجهة المشرفة والرقابية على أعمال النظافة في المدينة، مستدركاً: "هناك 6.5 ألف عامل نظافة يعملون في مكة المكرمة طوال العام، ويرتفع هذا العدد إلى تسعة آلاف في شهر رمضان، وإلى 15 ألف عامل في شهر الحج، وهذا هو الأمر الذي يظهر لنا وجود عوامل مؤرقة لمقاول النظافة تتمثل في القدرة على تصحيح وضع هذا العدد الكبير من العمالة وفي وقت زمني بسيط. وزاد: "منذ توقف العمالة عن العمل العام الماضي ونحن ندرس طرح عقود جديدة لنظافة مكة المكرمة، وقد قمنا بتوزيع العقد على خمسة عقود وتقسيم مكة المكرمة إلى خمس مناطق وربطها بالمشاعر المقدسة لتشملها عمليات النظافة في موسم الحج، ونحن نتوقع أن يتم البدء بهذه العقود الجديدة قريبا وبعد اعتمادها من قبل الوزارة". وعن الإجراءات التي اتخذت لإنهاء مشكلة توقف العمالة في هذه المرة، قال أمين مكة: "كنا على اتصال دائم طوال الفترة الماضية مع إمارة منطقة مكة والجهات الأمنية ذات العلاقة، ووصلنا إلى اتفاق، أن يتم تجديد إقامة 200 عامل بشكل يومي وذلك وفق جدولة زمنية تم تحديدها أخيراً"، مشدداً على أن رواتب العمالة المقدرة بنحو 375 ريالا شهريا لكل عامل نظافة لم تتأخر في أي شهر وأن الأمانة حريصة على ذلك.