×
محافظة المنطقة الشرقية

8 مليارات دولار استثمارات أجنبية مباشرة في 2014

صورة الخبر

مأرب الورد-تعز يعمل أحمد مدهش على نقل الحطب فوق حماره وبيعه لأصحاب المخابز لاستخدامه بدلا من مادة الغاز المنزلي الغائبة عن مدينة تعز اليمنية إلا في السوق السوداء وبأسعار مضاعفة، وهي أزمة تنغص حياة اليمنيين بمعظم المدن خلال شهر رمضان المبارك. وتشهد محافظة تعز -كبرى محافظات البلاد من حيث عدد السكان (أربعة ملايين)- أزمة خانقة في الغاز المنزلي منذ نهاية مارس/آذار الماضي، وتفاقمت أكثر بسبب الحصار المفروض من قبل مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والتي تفرض قيودا على دخول الغاز لعاصمة المحافظة. وألقت هذه الأزمة بظلالها على حياة المواطنين، حيث لا يستطيع الكثيرون شراء أسطوانة الغاز (26 كيلوغراما) بمبلغ خمسة آلاف ريال (25 دولارا)، ويضطرون في المقابل إلى جلب الحطب من ريف المدينة، وكذلك يفعل أصحاب المخابز الذين واصلوا العمل بعدما اضطر 35 مخبزا لإغلاق أبوابها وفق الناشطة في شبكة الراصدين المحليين، إشراق المقطري. بيع المضطر يقول مدهش للجزيرة نت، إنه اضطر إلى اللجوء لبيع الحطب من أجل توفير نفقات أسرته بعد منحه إجازة بنصف راتب من مصنع البلاستيك الذي يعمل فيه منذ عشرين عاما، والذي توقف عن العمل جراء الحرب وهو حال العشرات الذين لم يجدوا غير الاحتطاب. ويعاون الرجل نجله الصغير وأحد أقاربه في نقل ما جمعوه من حطب من جبال منطقة الهشمة ووضعها بعد تقطيعها لأجزاء صغيرة وحُزم بحسب الطلب فوق ثلاثة حمير، ثم السير مسافة ساعة من منطقتهم إلى مخبز البلبل في شارع المغتربين وسط تعز لبيع الحُزمة الواحدة بألف ومائتي ريال، وهو مبلغ لا يعادل الجهد المبذول، كما يقول هذا العامل. وتعكس مشاهد أماكن بيع الحطب أو رؤية الحمير وهي تجوب شوارع تعز بما تمثله من مظاهر عودة الحياة البدائية، الحال الذي آلت إليها المدينة بعد وصول المسلحين الحوثيين أواخر مارس/آذار الماضي، وهي المعروفة بطابعها المدني ونشاطها الصناعي الذي تعرض لضربة موجعة بعد إغلاق عشرين مصنعا ومنشأة صغيرة. رخص وتعب في المقابل لا يبدو مالك مخبز البلبل محمد عبده غالب مرتاحا لاستخدام الحطب رغم رخص ثمنه مقارنة بالغاز المنزلي، بالنظر إلى أنه متعب ويحتاج وقتا أطول قبل استخدامه. ويقول غالب للجزيرة نت إنه يدفع ما يقرب من عشرة آلاف ريال لثمانية أشخاص يوميا من أجل جلب الحطب منذ بدأت أزمة الغاز قبل ثلاثة شهور، ولم يكن أمامه سوى خيارين إما الإغلاق أو العمل بهذه الطريقة وبما كتب الله من رزق. وباتت السوق السوداء الملاذ الأخير للمواطن الباحث عن أسطوانة الغاز بسعر يتجاوز خمسة آلاف ريال كما هو الحال في صنعاء، وأكثر من ثمانية آلاف ريال (40 دولارا) في بقية المحافظات مثل إب، وسط اتهامات للحوثيين بالتغاضي عن هذه الزيادة مقارنة بسعرها الرسمي المحدد بـ1200 ريال، للحصول على نسبة منها دعما لما يسمونه المجهود الحربي. كما تفاقمت الأزمة بسبب عامل آخر هو الإقبال الكبير على تحويل المولدات والسيارات والدراجات النارية للعمل بالغاز بدلا من البنزين، نتيجة اشتداد الأزمة في بقية المشتقات النفطية.