صحيفة المرصد ــ متابعات: بدأت قوات المعارضة السورية المسلحة هجمات من محاور عدة على مواقع قوات النظام في داخل مدينة درعا، وتأتي الهجمات بعد إعلان المعارضة المسلحة انطلاق ما سمتها عملية "عاصفة الجنوب" للسيطرة على درعا. وأثار هذا التطور أسئلة عن دلالات تمكن المعارضة السورية المسلحة من مهاجمة نقاط تمركز قوات النظام السوري داخل مدينة درعا، وفرص نجاح المعارضة في السيطرة على المدينة، إضافة إلى المتغيرات الميدانية التي يمكن أن تترتب على ذلك. وحول سير المعارك في درعا، قال الناطق باسم "عاصفة الجنوب" آدم أكراد لحلقة 25/6/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" إن العاصفة بدأت في تمام الخامسة صباحا، وتم عبور الخطوط الأولى حسب الخطة المرسومة، حيث تمكنت العملية من قطع الطريق الدولي، الذي يربط دمشق بدرعا ويعتبر خط الإمداد الوحيد لقوات النظام السوري. وبينما قال النظام السوري إنه تمكن من صد هجمات لـ"عاصفة الجنوب"، أكد آدم أن قوات المعارضة تفوقت على قوات النظام في العديد من النقاط وأجبرتها على الانسحاب، مما ساعدها في توسيع رقعة انتشارها بالمنطقة، متوعدا النظام بمفاجآت في مقبل الأيام. ولقناعته بأن درعا أصبحت ساقطة من يديه، فقد لجأ النظام لتكديس قواته بمنطقتي إزرع والصنمين، حسب ما أوضح القائد العسكري، الذي قال إن المعركة القادمة ستكون باتجاه دمشق. أما الخبير العسكري والإستراتيجي أسعد الزعبي فرأى أن معركة "عاصفة الجنوب" طال انتظارها من قبل السوريين وأهل درعا بشكل خاص، إذ لا يعقل أن تظل "مهد الثورة" تحت قبضة النظام حتى الآن، حسب قوله، وأن هذه المعركة أعطت اللاجئين الموجودين في الأردن الأمل بقرب العودة إلى ديارهم. ولم تمنع هجمات النظام -التي تواصلت منذ أمس حتى بلغ عددها 83 برميلا متفجرا- الثوار من تحقيق انتصارات سريعة، وقطع الطريق أمام عناصر النظام ومنعهم من الانسحاب، الأمر الذي دفع النظام إلى تهديدهم بالاختيار بين الموت على يد المعارضة أو القتل بواسطة نيران النظام، بحسب الزعبي. وفيما يتعلق بفرص المعارضة في السيطرة على درعا، قال إن النظام أصبح يخسر كل يوم موقعا جديدا، وذهب بتفاؤله لدرجة أنه توقع أن يزف خبر النصر في غضون ساعات بعد أن يتم تحرير درعا تماما وطرد قوات النظام. على الصعيد المقابل اعتبر المحلل السياسي والإستراتيجي إلياس فرحات أن خطة الوصول إلى درعا تتمثل باحتلال القسم الذي تحتله القوات السورية، وقال إن الهجوم كان باتجاه السويداء، وتمكنت قوات المعارضة من احتلال اللواء 52 المهم جدا، وثم بدأت القوات في الاستعداد للهجوم على درعا عقب الهجوم على مطار الثعلة العسكري، ورأى أنه من السابق لأوانه التنبؤ بنتيجة المعركة، وتوقع أن يدور قتال عنيف بين الطرفين. وتحدث فرحات عن وجود لقوات جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة ضمن "عاصفة الجنوب"، وشكك بأن تسمح التنظيمات "الإسلامية" لقيادة الائتلاف السوري بتولي إدارة درعا سياسيا وعسكريا فيما لو سيطرت على المنطقة، مشيرا إلى ما حدث في إدلب. وردا على ذلك قال الناطق باسم "عاصفة الجنوب" إن جميع فصائل المعارضة توحدت تحت لواء العاصفة، وإن الجيش السوري الحر يشكل الفصيل الأكبر في هذا اللواء، في حين لا تشكل قوات جبهة النصرة سوى نسبة بسيطة جدا منه، على عكس ما يروج له النظام ضمن محاولاته المستمرة لاستخدام القاعدة والنصرة كفزاعة لإرهاب المواطنين وتبرير إلقاء البراميل المتفجرة عليهم. من جهة أخرى عبر فرحات عن قلقه على مصير أهالي السويداء ذات الأغلبية الدرزية في حال سيطرة المعارضة على درعا، مما يعني -حسب فرحات- أن المدينة أصبحت مهددة بخطر أن تسقط في يد تنظيم الدولة الإسلامية أو المعارضة السورية. غير أن آدم رفض هذا المنطق، واعتبر أن ذلك يأتي ضمن سياسيات النظام الذي يحاول أن يفرق بين أبناء الشعب السوري، ويزرع بذرور الفتنة بينهم، متحدثا عن علاقات طيبة تجمع الجيش الحر بقيادات الدروز في السويداء. وهو أمر أكده العميد الزعبي الذي تحدث عن تاريخ من العلاقات بين درعا وأهالي السويداء.