استقبلت نساء جدة شهر رمضان الكريم هذا العام باستعدادات زادات نسبيا عن الأعوام السابقة، فأخذن يتفنن في تزيين المنازل وموائد الطعام بكل ما يوحي بالتراث والشعبية، إذ لم تعد تقتصر الزينة على الجدران الخارجية وربطها مع الجيران في الشبابيك بل أصبحت لا تكاد تخلو زاوية في داخل المنزل منها. وعلى الرغم من أنها ظاهرة غير جديدة وهناك العديد من الأسر تهتم بها كل عام، إلا أن هناك عدّة عوامل جعلت منها لزاما على كل أسرة، وشجعت السيدات على اقتناء تلك الزينة بأنواعها والحرص عليها. أقمشة شعبية وتأكيدا على ذلك ما ذكرته أم فيصل قائلة: «بالفعل من الملاحظ أن الاهتمام بزينة رمضان في داخل المنازل أصبح في ازدياد وأصبحت السيدات تخصصن مبلغا من الميزانية خاصا لشراء كل مستلزمات الزينة فهناك الأقمشة الشعبية التي توضع على الجدران ومفارش الطاولات وتلبيس المخدات وبيوت ثلاجات القهوة والصواني وسُفر الطعام والأواني المنزلية بكافة أشكالها، وجميعها تحمل الطابع الشعبي الذي يجعل من اقتنائها أمرًا مرغوبًا فيه بدرجة كبيرة لإضفاء النكهة المميزة لرمضان». الأسر المنتجة وتوافقها مريم أم ريان حيث ترى بأن ما زاد من اتجاه السيدات إلى الاهتمام بالديكورات الرمضانية هو الأسر المنتجة، مؤكدة على أنهن في الغالب هن من بدأن باستحداث تلك الزينة المختلفة أشكالها وألوانها ونشرها في السوق ومنها أصبحت مصانع الأقمشة والأواني المنزلية والملبوسات تستوحي الأفكار وتنشرها في السوق لتنافس الأسر المنتجة. وتضيف أم ريان: ذلك التنافس الذي نشأ في السوق بين المحلات والأسر المنتجة ساهم إلى حدٍ كبير في خفض الأسعار لدى الجميع مما أدى إلى زيادة نسبة المشتريات وزاد من إقبال النساء على الاهتمام بتزيين منازلهن بالتراثيات. استعراض الزينة وترى سامية السهلي بأن للتباهي دور كبير في إبراز تلك المظاهر والحرص عليها خاصةً في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي مثل الانستجرام والواتساب والسناب شات والفيسبوك وغيرها حيث أصبحت النساء تنشئ مجموعات وحسابات خاصة لاستعراض زينة منازلهن واستعدادهن لشهر رمضان وتصوير الموائد يوميًا لذا فهن أكثر حرصًا الآن على التزيين والتفنن فيه. وتضيف السهلي: تلك العادة بقدر جمالها وتغييرها لملامح المنزل وإضفاء الروحانية عليه بالمزيد من الاهتمام إلا أنها ترهق الميزانية أحيانًا خاصةً وأن معظم الأقمشة المستخدمة تفصّل حسب الطلب وتبالغ بعض السيدات في طلبات التفصيل حتى تتميز عن غيرها بما هو غير موجود في الأسواق.