بث رسائل التوعية والوقائية لجميع الفئات العمرية في المجتمع اعتماد البرامج العلاجية والوقائية للمرضى وفق أفضل الممارسات العالمية لكبيرة التونسي (أبوظبي)- اختار المركز الوطني للتأهيل هذا العام الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف 26 يونيو من كل سنة التركيز على وسائل الإعلام لتوصيل رسالته والإضاءة على برامجه والمبادئ التي يعتمد عليها كاحترام المريض والسرية في العلاج، مع التركيز على قصص نجاح بعض المتعافين الذين يتحلون بالشجاعة وتنطبق عليهم صفة الأبطال لما يقومون به اليوم من دور في قيادة مرضى المركز إلى الخروج من براثن هذه الآفة التي تنخر بعض الشباب والشابات من خلال عدة برامج. وقال الدكتور علي المرزوقي، مدير إدارة الصحة العامة والبحوث بالمركز الوطني للتأهيل: إن الاحتفالات هذه ستقام تحت شعار "تطوير حياتنا.. مجتمعاتنا.. شخصياتنا بلا حدود"، ونظراً لتصادف اليوم العالمي لمكافحة المخدرات مع أيام شهر رمضان فقد تم التركيز على الإذاعة والتلفزيون ووسائل الإعلام بشكل عام. وأكد أن المركز سبق وشارك بعدة فعاليات بالتنسيق مع شرطة الشارقة في الفترة بين 11 و13 يونيو الماضي بالميجامول، كما شاركنا مع قسم مكافحة المخدرات بشرطة أبوظبي في الفترة من 24 إلى 26 يونيو بدلما مول وعبر منصتنا قدمنا مجموعة من النصائح والفعاليات والمسابقات وخصصنا العديد من الجوائز للزوار، ما أسهم في التعريف بالمركز الوطني للتأهيل وبدوره. وتضمنت الأحداث عدة فعاليات تهدف إلى توعية المجتمع الإماراتي بالمخاطر المترتبة على الإدمان، وذلك من خلال العديد من الفعاليات والأنشطة المختلفة، وبث رسائل التوعية والوقائية لجميع الفئات العمرية في المجتمع الإماراتي، وذلك انطلاقا من الاهتمام بصحة الأفراد بمختلف شرائحهم و ارتبطت الفعاليات برؤية المركز التي تقوم على تقديم خدمات العلاج والتأهيل من الإدمان، وبرسالته التي تتضمن تنفيذ واعتماد البرامج العلاجية والوقائية والتثقيفية للمرضى وذويهم بشكل خاص، وللمجتمع بشكل عام، وفق أفضل الممارسات والمعايير العالمية.” من جهة أخرى يحاول المركز الوطني للتأهيل بأبوظبي استغلال أيام الشهر الكريم لرفع الوازع الديني من خلال الأنشطة والفعاليات والبرامج التي توجه لنزلاء المركز، من خلال تدريبهم على الصيام والصلاة وقراءة القرآن وإشراكهم في أنشطة رياضية ومسابقات ثقافية وحضور محاضرات ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة. وينفذ المركز الوطني للتأهيل برنامجا مكثفا خلال الشهر الفضيل وخلال باقي أيام السنة يخضع لها المرضى تحت إشراف نخبة من الأطباء والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين والمرشدين الذين يساعدونهم على التخلص من السموم المادية والمعنوية. استثمار رمضان وقال خالد المرزوقي أخصائي اجتماعي بالمركز الوطني للتأهيل في أبوظبي: إن اليوم العالمي لمكافحة المخدرات هذه السنة يأتي في رمضان، مما دفعنا لاستثماره في تعزيز الوازع الديني لدى المرضى عبر برنامج حافل بالأنشطة الثقافية والدينية والرياضية، موضحاً: "يستضيف المركز الذي يضع في أولوياته السرية في العلاج خلال شهر رمضان ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة يوميا للحديث مع المرضى من أجل تعزيز الوازع الديني لديهم، بالإضافة لذلك نقدم العديد من الحوافز التشجيعية للإقبال على حفظ القرآن الكريم خلال الشهر الفضيل التي تتخلله العديد من الأنشطة كالإفطار الجماعي والمسابقات الثقافية والترفيهية والرياضية والمساهمة في إنجاز مجلة ثقافية، وخلال العشر الأواخر من رمضان سيستفيد 10 أشخاص من المرضى المتعافين من عمرة. إعادة النظام وأوضح بأن المريض بالمركز يخضع طوال السنة لبرنامج يومي، يبدأ من الساعة 9 صباحا إلى 8 مساء تتخله ممارسة أنشطة رياضية وتثقيفية إلزامية لإعادة التنظيم لحياة المريض، وتشتمل هذه الأنشطة على تدريبات نفسية من خلال مدرب ومرشد التعافي بعدها يبدأ العلاج الجماعي من خلال الأخصائي النفسي، وهو عبارة عن علاج موجه لمجموعة من الأشخاص يعانون من مشكلة أو اضطراب نفسي أو موجه لمجموعة من المرضى من ذوي الاهتمام المشترك وهذا النوع من العلاج يوفر جو من المؤازرة والدعم، مضيفا: "يستفيد المرضى من برنامج العلاج الفردي من خلال الطبيب المعالج أو الأخصائي النفسي والاجتماعي الذي يتم في إطار جلسات فردية بين المعالج والمريض وجها لوجه كما يستفيد المريض من برامج اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي ولا ننسى الدور الكبير للوعظ في تقوية الوازع الديني وبرامج تحفيظ القرآن الكريم، بالإضافة لدورات الرسم كنوع من العلاج لإفراغ الطاقة السلبية والتعبير عن مشارعهم". وقال خالد المرزوقي: إن دوره يبدأ بتلقي أول مكالمة هاتفية من المريض أو أحد أفراد أسرته، إذ إن العمل في المركز الذي يشتمل على قسم خاص بالذكور وآخر خاص بالإناث يدوم 24 ساعة يوميا، لافتا إلى أن المركز يعد جهة علاجية، وليست عقابية ويعتمد على مبدأ السرية التامة في العلاج منذ دخول المريض إلى خروجه من المركز. وعن أسباب تعاطي المخدرات بين الأخصائي الاجتماعي بعض هذه الأسباب يكمن في رفقاء السوء، والتفكك الأسري، وغياب أحد الأبوين، والإهمال وغياب الرقابة المتزنة من الأهل، والتشتت العائلي، وتهيئ البيئة المثالية لانجراف الابن إلى طريق الإدمان، كما أن اهتمام الأهل وتساهلهم الزائد، أو قسوتهم، وشدتهم العمياء، لا تقل خطورة عن الغياب والإهمال، إذ تقود كثيرا من الشباب إلى المصير نفسه، كالدلال الزائد أو الحرمان، وعدم استثمار وقت الفراغ، وترك الأولاد يلعبون في " الحارة" بدون رقيب، وتعاطي أحد أفراد الأسرة للمخدرات، ومشاكل نفسية، لافتا إلى أن الإدمان قد يتعرض له الكبير والصغير، مؤكدا أن أصعب مرحلة يمكن أن يتعرض فيها الشخص للإدمان هي مرحلة المراهقة، إذ إن أصغر حالة بالمركز يبلغ عمرها 15 سنة، بينما يبلغ أكبر مريض 65 عاما من عمره. ... المزيد