انتهت مهلة التصحيح لأوضاع العمالة وانقشعت الضبابة التي كانت تغطي كثيراً حولنا دون أن نعي وجودها أصلاً، وإن كان هناك من يعيها لكن حتماً لم يستطع تقدير الحجم الفعلي لها. لتقدير جزء من هذه الضبابة أصف ما اكتشفت في نطاق عملي « في جامعة الرياض»: بدءاً من صباح الثلاثاء الطريق للجامعة قَصُر لأن الزحام الخانق في الدائري الشرقي تناقص، داخل الحرم الجامعي الصورة أكثر وضوحاً؛ بعض الزميلات لم يحضرن لأن السائق الذي يوصلهن للعمل اختفى!، عاملات النظافة لا أثر لهن، حتى ركن الفطائر الذي اعتدت أن أبتاع منه إفطاري خالٍ «بالمناسبة بقي على هذه الحال إلى يوم الخميس»، كل ما سبق ليس بأهمية أن يتغيب عدد كبير من الطالبات لأن حافلات النقل التابعة للجامعة بلا سائقين!. ما كُتِبَ في الأعلى ليس حكراً على مكان عملي، كل ما في الأمر أني قرَّبت المجهر على جزئية بسيطة لأنقل الصورة بأمانة دون زيف أو تضخيم، ويمكن للجميع أن يوسعوا دائرة التدقيق ليفاجَأوا بالحجم الممتد لتلك الضبابة، طرقات الرياض باتت أكثر سلاسة، دكاكين متراصة مغلقة حتى إشعارٍ آخر، مافيا الخدم أرقامهم بلا مجيب، عمال هنا وهناك بعوامة ومطرقة ودهان ما عدنا نرى!. في البداية، سيربكنا الحال ومع ذلك «شكراً عظيماً لكل من يقف على إتمام هذه الحملة حتى النهاية». سيولِّي زمن السُّخرة والجشع وتبدأ صفحة جديدة سيكون فيها للنظام قيمة وللسعوديين رزقٌ أوفر في بلدهم في حال قدموا للكسل إجازة مفتوحة.