في قرية كوجيلوا في كينيا، وفي عام 1936 كان مسقط رأس والد الرئيس الأميركي باراك أوباما. وهنا أيضاً وُلد صبي يُدعى «باراك أوباما أوكوث»، ويبلغ من العمر سبع سنوات. ووصف أوباما الكيني الرجل الذي يحمل اسمه، فقال «إنه يعيش في أميركا... إنه ملك». والصبي تلميذ في مدرسة السيناتور باراك أوباما الابتدائية التي ستكون محطة في رحلة سفاري للرئيس الأميركي بالقرب من فندق يوجد به جناح يطلق عليه باراك أوباما. وبعد انتخاب أوباما رئيساً وصلت الكهرباء إلى القرية، ورصف الطريق الوحيد الموصل إليها. وأرسل إليها فرقة أمنية كينية. والشهر المقبل سيقوم أوباما بأول رحلة لكينيا بعد أن أصبح رئيساً. وإذا عاد إلى «كوجيلو» سيجد أن هذه القرية قد ارتفعت قيمتها بسبب ارتباطها بأقوى رجل في العالم، لكنها مازالت تصارع المرض والفقر. وسيجد كثير من الناس أنهم فخورون بإطلاق اسم باراك أوباما على أولادهم، لكنهم مستاؤون؛ لأنه أطال عليهم الأمد فلم يزر بلدة أبيه إلا بعد سبعة أعوام في منصب الرئيس. ويأمل «أدوين أوكوث» والد باراك أوباما الكيني أن يعرض مشكلات القرية على الرئيس الأميركي عندما يأتي زائراً. وليست القرية وحدها الساخطة. فمع الأخذ في الاعتبار الصلات العائلية بشرق أفريقيا، توقع كثيرون أن يعزز أوباما علاقات أميركا بالمنطقة. لكن هذا لم يحدث. ودشن البيت الأبيض مبادرة لتوسع انتشار الكهرباء عبر القارة وتعزيز تمويل الصحة العامة وبرامج مكافحة الإرهاب. ورغم كل هذا ظلت أفريقيا على هامش قائمة أولويات أوباما في السياسة الخارجية. ويؤكد «أغسطوس مولوفي» رئيس قسم السياسة الخارجية بمعهد كينيا لأبحاث وتحليل السياسة العامة أن البلاد كانت تتوقع الكثير. وأضاف: «توقعنا منه أن يأتي في وقت مبكر عن هذا، وتوقعنا منه أن يأتي حاملاً برامج بعينها لكينيا وشرق أفريقيا. ولم يحدث شيء من هذا». ويتذكر «أدوين أوكوث» زيارة أوباما لكوجيلو عام 2006 عندما كان سيناتوراً في مجلس الشيوخ الأميركي. فعندما كان أوباما يسير عبر سوق القرية المفتوحة تجمع حشد من الناس واقترب «أوكوث» قدر الإمكان ولوح بيده. وأذهله أن رجلاً نزح قبل جيل فحسب من القرية أصبح مهماً بهذا القدر. وعندما أصبحت زوجة «أوكوث» حبلى في العام التالي اعتزم أن يطلق على الطفل اسم باراك أوباما. وفي المستشفى الصغير الذي ولد فيه أوباما الكيني يتم علاج مئات من مرضى القرية المصابين بالإيدز. وتشير بيانات «مجلس كينيا الوطني للتحكم في الإيدز» إلى أن ما يقرب من 18 في المئة من سكان المقاطعة التي تقع فيها القرية مصابون بالإيدز، وهي نسبة تزيد ثلاث مرات عن المتوسط القومي. وفي عام 2006 خضع أوباما للاختبار في المستشفى هناك كي يزيل الإحساس بالخزي لدى الآخرين من الخضوع للاختبار. وفي عام 2006، زار أوباما أيضاً المدرسة الابتدائية والثانوية التي تتلمذ فيها والده. وتمت تسمية المدرستين باسمه على الفور. ورغم وصول بعض المساعدات عندما أصبح أوباما رئيساً ومعظمها من متبرعين أفراد، ظلت المدرستان إلى حد كبير دون تغيير. فالسقوف تتسرب منها المياه. وكثير من التلاميذ لا يكملون تعليمهم فيها بسبب ارتفاع الرسوم. وتكتظ الغرفة الدراسية التي يتعلم فيها باراك أوباما الكيني بـ 84 تلميذاً. وإذا انتهت الحال بباراك أوباما الكيني بالذهاب إلى الجامعة، فسيكون هذا استثناء نادراً. فالأسبوع الماضي كان من المقرر أن يزور مانحون فرنسيون مدرسة باراك أوباما الثانوية، حيث كان من المتوقع أن يقدموا أموالًا لتجديدها. لكن في آخر لحظة علم المانحون أن المدرسة لا تملك حجة للأرض التي بنيت عليها، فألغوا الزيارة. ... المزيد