×
محافظة المدينة المنورة

عام / خادم الحرمين الشريفين يرعى حفل تسليم جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بالمدينة المنورة إضافة ثانية

صورة الخبر

ربما احتلّ التلفاز مكانته في ظل غياب السينما ذات زمن، لكنها لم تلبث أن استعادت عرشها بجدارة، مستفيدة تماماً من حاجة الناس للتواصل ورغبتهم في الاستمتاع بالفن في مكان أكبر وأكثر حرية. وتفاجئ السينما جمهورها، كما فعلت بلاد العجائب بأليس، فهي تضعه في قلب التطورات السينمائية المدهشة، وتأخذه خلال ساعة من الزمن ضمن عالم فائق الإبداع، تشكّله التقنيات الهائلة التي تجسّد عنفوان الصورة وتسخّر إمكانات فن السينما الساحر في إثارة الجمهور وحبس أنفاسه بأكثر من طريقة. ومع هذا التطور السينمائي العالمي، وتوفر مستجدات التقنية الهائلة والمثيرة، أصبح حلم حضور أفلام إماراتية أكثر أهمية من مجرد استضافة نتاج العالم منها. ورغم وجود بعض المحاولات الجيدة في هذا المضمار، لكن المطلوب تجاوز مراحل البداية، ومغامرة الدخول في العالم الأكبر، الذي ستدعمه شراكة إبداعية، تلتقي فيها خبرات الأدباء والكتّاب الإماراتيين مع أفكار الفنانين من السينمائيين والمسرحيين الإماراتيين، فتجمع بين طرفي المعادلة الإبداعية الهائلة، وتجسّد مستقبل السينما الإماراتية، التي ستنطلق لتحتل مكانتها على القمة، كعادة المنجزات الإماراتية في كل مجال. إن حلم إنجاح السينما الإماراتية، لن يتوقف عند حدود استضافة المهرجانات السينمائية، بل سيبدأ منذ اللحظة التي سينطلق فيها مهرجان سينما إماراتية، وسيتحقق عندما تلتقي في هذا المهرجان توليفة من العناصر المبدعة، لتخرج من غرف عمليات المختبر دورات إنتاج متواصلة ودؤوبة. وهذا الحلم، سيتحقق عندما يصبح دعم السينما جزءاً لا يتجزأ من المسؤولية المجتمعية للمصارف ورجال الأعمال والمؤسسات الإعلامية والمؤسسات الثقافية والتعليمية معاً، فجميعهم مسؤولون مسؤولية مباشرة وغير مباشرة عن رفع مستوى التنمية الثقافية في المجتمع، وعن الترويج للفن الراقي ودعم الجهود الأدبية والفنية معاً. إن كل فرد من أفراد المجتمع، يتطلع نحو فن يرتقي بمخيلته ويخدم في الوقت نفسه مسيرة الإبداع الشاملة من حوله. وقد بدأت الإمارات رحلتها ونجحت في القفز بها فوق الزمن، فلفتت خلال فترة وجيزة أنظار العالم بمنجزها المبدع في كل مجال. آن الأوان لتأخذ السينما الإماراتية فرصتها، فلا تبقى مجرد حلم جميل محمل بآمال ورغبات، بل تصبح شراكة طموحة ومشتركة بين الأديب والفنان، وجزءاً لا يتجزأ من قائمة واقعية بأفلام تتواجد ضمن القوائم العالمية، وستتنافس معها فيما أبعد ، وستنطلق لتملأ الصالات المنتشرة في كل مكان، محلياً وعالمياً، وسيقف الجميع في صفوف طويلة لشراء تذاكر الأفلام الإماراتية، التي ولدت من بلد التميز في كل مجال، واقتحمت العالم بأفلام رفيعة المستوى فكراً وتقنية وإبداعاً.