بحثت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، في مدينة مصراتة شرقي العاصمة طرابلس، مع ممثلين عن جماعات مسلحة منضوية تحت لواء ميليشيا فجر ليبيا المتشددة تنشط في غرب البلاد الترتيبات الأمنية الخاصة بالحوار الذي ترعاه هذه البعثة والهادف إلى إنهاء النزاع في ليبيا، فيما حذرت الحكومة الليبية الشرعية السفن الأوروبية من دخول المياه الإقليمية الليبية من دون إذن. وقال بيان للبعثة أمس، الثلاثاء، التقى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون في مصراتة، الاثنين، بممثلين عن الجماعات المسلحة في المدينة والجبل الغربي ومناطق أخرى في غربي ليبيا. وبحسب البيان، قدم ليون نبذة عن مسودة الاتفاق السياسي الذي يرمي إلى إنهاء النزاع في ليبيا، خاصة الجزء المتعلق بالترتيبات الأمنية، وأكد أهمية دعم الجماعات المسلحة لإنجاح تنفيذ الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية، بما في ذلك الانسحاب من المدن والبلدات، والدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه الجماعات المسلحة على صعيد دعم حكومة الوفاق الوطني. واتفق المجتمعون على عقد لقاء موسع قريباً لبحث آليات تعزيز وتوطيد وقف إطلاق النار من خلال تطبيق عدد من تدابير بناء الثقة، مثل تبادل السجناء. وقال البيان إن ليون أعرب عن أمله بانعقاد المسار الأمني للحوار عن قريب بغية وضع خطة مفصلة لتنفيذ الترتيبات الأمنية ومعالجة القضايا المتعلقة بالأمن. وذكر البيان أيضاً أن اجتماع مصراتة ستتبعه اجتماعات مشابهة أخرى في مناطق أخرى في ليبيا، من ضمنها الزنتان غرب. ويجري التحضير كذلك لاجتماع في القاهرة خلال الأيام المقبلة يضم ممثلين عن الجيش الليبي والجماعات المسلحة من مناطق في شرق ليبيا. وقال الناطق باسم المجلس البلدي لمصراتة أسامة بادي إن الاجتماع تمحور حول أربع نقاط أساسية هي: دعم الحوار، والاتفاق السياسي، وحكومة الوفاق الوطني، ودعم مسودة الاتفاق السياسي، وتحييد الدور الإقليمي، بمنع أي دولة من دعم طرف دون الآخر والتدخل في الشأن الليبي، والاستمرار في تثبيت وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في معظم المنطقة الغربية من ليبيا، وأضاف تم الاتفاق أيضاً على محاسبة كل من يعمل على عرقلة الحوار. من جهة أخرى، أنذرت الحكومة الشرعية بأنها ستستهدف أي سفينة تدخل مياهها الإقليمية من دون إذنها. وقال صقر الجروشي قائد القوات الجوية الليبية لرويترز في وقت متأخر، الاثنين، إن قواته ستستهدف أي سفينة توجد في المياه الليبية دون تنسيق أو إذن مسبق. على صعيد آخر، أغلقت الحكومة الليبية الشرعية معتقل برسس الذي كان يؤوي عدداً من الإرهابيين والذي كان محل انتقاد شديد من عديد الحقوقيين لسوء وضعه ووضع المعتقلين فيه. وأعلن الناطق باسم الحكومة حاتم العريبي أنه جرى إغلاق المعتقل، الذي أودع فيه بعض المتورطين فى عمليات إرهابية وقضايا جنائية، وجرى نقلهم إلى سجن الكويفية الخاضع للحكومة المؤقتة. وقال إن هذا الإجراء الذي اتخذته وزارة العدل يأتي في إطار تفعيل دور القضاء وبناء منظومة العدل للسعي إلى بناء دولة المؤسسات والقانون، وعدم السماح باعتقال وإيداع أي كائن إلّا في سجون الدولة وتحت القانون. في الأثناء، قُتل شخص وأصيب آخر بجروح خطيرة في إطلاق رصاص استهدف، قبالة الساحل الليبي، قارباً مطاطياً كان يقل مهاجرين إلى إيطاليا. وقالت تقارير لوسائل إعلام في إيطاليا إن مهاجراً سقط في مياه البحر وغرق، بينما نقلت البحرية الإيطالية مهاجراً آخر بمروحية إلى جزيرة لامبيدوسا. في غضون ذلك، قالت شركة الشحن الدنماركية (تورم) إن ناقلة تابعة لها أنقذت 222 مهاجراً من زورقين يواجهان مشاكل قبالة الزاوية غربي طرابلس ونقلتهم إلى إيطاليا بناء على طلب حرس السواحل الإيطالي.