وصف الباحث الشرعي رائد السمهوري، التكفير بالظاهرة الخوارجية البعيدة الأهداف والمقاصد، إذ أن التهاون في تكفير البسطاء من الناس وأوساط المجتمع يدفعهم إلى تكفير من هو أعلى منزلة ورتبة حتى يبلغ بهم الحال إلى تكفير الحاكم والدولة والنظام والعلماء وبعض الدعاة. وأوضح السمهوري لـ«عكاظ» أن الحكم على مسلم معين بالكفر من أخطر المسائل وأشدها لما يترتب عليها من أحكام، كون من يحكم عليه بأنه مرتد يفرق بينه وبين زوجه، ولا يرث مسلما ولا يرثه مسلم، وليس له حق الولاية والنصرة، ويجب قتله. ولفت إلى أنه من المعلوم أن لتكفير المعين شروطا وموانع هذا في حال صدر منه فعل كفري أو قول كفري بواح لا شك فيه ولا ريب ولا مرية، فإذا صدر منه شيء من هذا فلا بد من النظر في شروط إنزال حكم التكفير عليه، والنظر في موانع إنزاله عليه، مشيرا إلى أن من الشروط أن يكون عالما عامدا ذاكرا مختارا قاصدا الكفر، فإذا كان جاهلا أو متأولا أو مخطئا أو ناسيا أو مكرها فلا يجوز إطلاق الكفر عليه بحال، مؤكداً أن التكفير منوط بالقضاء الذي ينظر في تلك الشروط والموانع وليس هذا مباحا لكل أحد، ولو كان الأمر كذلك لجاز لكل أحد أن يطلق التكفير على من شاء، وهكذا يبيح دمه، وبهذا تحل الفوضى وتباح الدماء بغير حق. وأبان السمهوري أنه قد نص علماء السلف على أن من دخل الإسلام بيقين لا يجوز إخراجه منه بظن، وشدد على أن ما سبق إنما هو في فعل الكفر البواح وقول الكفر البواح الذي هو قطعا كفر بين لا يحتمل التأويل، وليس فيما يظن بعض المتشددين أنه كفر وهو ليس كذلك.