أصبح منصب رئيس الفيفا رخيصاً بعد أن استقال بلاتر! المنصب الكبير الذي يوازي منصب رئيس جمهورية أصبح مطمعاً لكل من يصلح له وكل من لا يصلح، ولا أريد أن أقول لكل من هب ودب! نعم هذه هي الحياة، لكنها حياة غريبة، لم تكن كذلك في الماضي القريب، انقلب الحال رأساً على عقب في غفلة من الزمن! معلوم أنه بعد زوال كل رئيس حديدي إذا جاز التعبير، يحلو المنصب بل يهون في عيون الكثيرين، من بعد استقالة بلاتر أصبح عدد المرشحين يقترب من العشرة والبقية تأتي! دييغو أرماندو مارادونا أسطورة كرة القدم، كان آخر الذين أعلنوا ترشيحهم عبر وسيط، ومن هنا لا ندري إن كانت مناورة أم حقيقة؟! الوسيط هو صحافي يقدم برنامجاً تلفزيونياً بالمشاركة مع مارادونا، وهذا الوسيط هو الذي بث الخبر عبر حسابه الخاص على تويتر نقلاً عن مارادونا، واسمه موراليس ويحمل الجنسية الأورغويانية، قال موراليس بالحرف الواحد: سألت مارادونا منعاً للبس سؤالاً محدداً هل ستترشح لرئاسة الفيفا، أجاب: أنا مرشح. وعلى الرغم من ذلك لست أدري سبباً لاستخدام وسيط لبث الخبر، إلا إذا كان مارادونا يناور أو يريد معرفة رد الفعل، فإذا كان رد الفعل جيداً يؤكد مارادونا الخبر، وإذا لم يكن، ينفيه، ويقول: لم أقل شيئاً.. من هذا؟!، وإذا فعل سيكون صادقاً لأن الذي قال ذلك شخص آخر غيره! ودون تسرع أقول لمارادونا وبلا حرج: أنت لا تصلح يا سيدي لكي تكون رئيسا للفيفا، بل تصلح أن تنتقد الفيفا ورئيسها تماماً، مثلما كنت تفعل مع بلاتر وتنال إعجاب الناس! في تقديري الشخصي أن مارادونا باسمه الكبير، وبالكاريزما الواضحة لشخصه، لا يصلح إلا للترويج، حيث يتم استغلال اسمه، وهذا الترويج بالمناسبة ينجح غالباً بدرجة امتياز، لأن مارادونا مادة جاذبة في السوق الرياضي العالمي، ولدينا في الإمارات تجربة غنية معه، فقد كان مع الوصل مدرباً بدرجة مروج، حيث نال الوصل شهرة كبيرة في كل أنحاء العالم لمجرد أن مارادونا مدربه، وكان ذلك في حد ذاته هدفاً مهماً لبعض الوقت، ثم تعاقد معه مجلس دبي الرياضي، من أجل استغلال اسمه وشخصه في أحداث مهمة، وأعتقد أنه تحقق له ما يريد. رئاسة الفيفا التي فتحت بواباتها على مصراعيها ولم تغلق بعد، في حاجة إلى رجال بمواصفات خاصة، أعتقد أنها غير متوافرة في مارادونا، وإن كان هذا لا يمنع من التأكيد أن مارادونا لديه الكثير من المميزات الهائلة غير الموجودة في آخرين، إلا أن هذه المواصفات مطلوبة في مجال آخر غير رئاسة الفيفا. كلمات أخيرة Ⅶ بعد ما تردد ترشح الفرنسي بلاتيني، والأردني الأمير على بن الحسين والكويتي الشيخ أحمد الفهد، قيل أيضاً إن البرازيلي النجم الكبير زيكو أعلن ترشحه منذ أسبوعين، وأيضاً رئيس الاتحاد الليبيري موسى بيليتي أعلن ترشيح نفسه هو الآخر، ولا تتعجبوا إذا أصبح رقم المرشحين قياسياً! Ⅶ بعد أن خاض الأمير علي تجربة جادة وشجاعة في مواجهة الثعلب بلاتر، ثبت للمرة الثانية أن هذا المنصب ليس للعرب! Ⅶ هذا المعنى لن يتغير بغياب بلاتر، فهي ثقافة ملايين وليست ثقافة شخص مهما كان!