يمكن تصنيف أغنية "متصدر لا تكلمني" بأنها نوع من العبث الذي لا يحمل قيمة فنية ولا فكرية؛ فمن جهة هي ذات قيمة "وقتية" ضيقة جداً ترتبط باستمرار نادي النصر في صدارة الدوري التي لم تكن مضمونة له ولا لغيره من الأندية، كما أنها جاءت في سياق المناكفة "المراهقة" بين جمهور ناديي الهلال والنصر، في استغلال واضح للحدث من قبل صناع الأغنية، بغية لفت أنظار الجمهور واكتساب شعبية أكبر في الوسط الرياضي. ومن جهة ثانية، الأغنية سيئة جداً فنياً، بكلماتها ذات النفس الشعبي الذي يتغذى على لغة الشارع من دون إضافة إبداعية من أي نوع، وباللحن الذي صيغ كما اتفق ليحمل على أكتافه الكلمات ليس إلا، وبالصوت "النشاز" لمؤديها الفنان ناصر الصالح الذي قدم دليلاً ملموساً على أنه لا يصلح مغنياً بأي حال من الأحوال، وعليه أن لا يتجاوز دوره كملحن. الأغنية ولدت لتموت في نفس لحظة ولادتها، وها هي قد فقدت قيمتها خلال أقل من أسبوع، بعد أن انتزع نادي الهلال صدارة الدوري من منافسه النصر. وليت الصالح اقتدى بالفنان الراحل طلال مداح عندما قدم أغنيته الشهيرة "أحبك يا نصر والله أحبك" من دون أن يربطها بحدث معين أو بشخصية معينة، وجعلها مفتوحة الدلالات وذات امتداد زمني لا محدود، حتى حازت الخلود وأصبحت تُردد في كل مناسبة، منذ ثلاثين سنة وحتى اليوم.