يبدو أن تغيير منطقة الخبيب في وسط بريدة التجاري، والتي بدأت فكرتها قبل 40 عاما، باتت في مهب الريح، أو لعلها فشلت تماما، بالرغم من محاولات التطوير التي انطلقت بالسوق التجاري، وتناثرت البنايات على جنبات طريق الملك عبدالعزيز، لتستوعب عددا من الإدارات الحكومية. لكن الخبيب والخالدية تحولتا لسكن غير مؤهل للعمال، من كافة الجنسيات، ممن يعيشون بالعشرات في غرف ضيقة، مستغلين رخص الإيجارات. وكان واضحا لـ«عكاظ» في جولتها داخل الحي، سيطرة العمالة الوافدة على كافة الشوارع، التي بدورها استعدت لهم من خلال المطاعم المنتشرة على جوانبه. من شوارع سريعة بالخالدية وشوارع داخلية في الخبيب تشعر بالحاجة إلى إزالة تامة لهذه الشوارع، لكي يعاد تهذيبها وتحسين طرقها وتعاد إلى واجهة بريدة، فالشوارع ضيقة لا تستوعب مرور سيارتين، والسراديب الداخلية مخيفة والنظافة دون المستوى والخطر يتهدد بعض البنايات القديمة جدا والتي يتساءل المار بها عن دور الجهات المعنية في فحصها وإقرار الإزالة. وسبق أن نفذت الجهات الأمنية مع جهات مساندة عدة حملات في الخبيب والخالدية ولكنها في أوقات سابقة، وتلقى الأهالي وعودا عبر تصريحات صدرت حينها بتحسين بيئة الحيين ولكن لا جديد، وفي يوم الجمعة يتحول أحد شوارع الخبيب الذي يطلق عليه اسم كيرلا إلى ملتقى آلاف البشر من كل الجنسيات مما يحتاج إلى تدعيم أمني خصوصا أن هناك حسب حالات تم القبض عليها الكثير من الصفقات المشبوهة وتبادل المحظورات. فطور الصباح عبدالمجيد الحسن يقول: أعمل في بوفيه، لأعد الإفطار كل صباح للعمالة التي تمر بي، وأغلبهم عرب، يريدون الإفطار السريع والرخيص، مبينا أنه لا يحضر أي من مسؤولي البلدية إلا نادرا، وقال: لكن كل شيء هنا تمام. لكن الغريب أن الكاميرا استطاعت أن تكتشف أن ما يقال ليس له أي دليل على أرض الواقع، فكل شيء ليس على ما يرام. ويبدو أن كل شيء تمام جملة معتادة في هذا الموقع، إذ في المطعم الصغير المجاور، وجدنا المقيم محمد الحاج، والذي يؤكد أنه يأتي يوميا من السادة ليفطر هنا، وقال: الأكل مناسب والأسعار في المتناول. كما يرى المقيم حسين محمد محروس، أنه اعتاد على الإفطار هنا، ولا يجد ما يضر، مبينا أنه يسكن في الحي برفقة زملائه ورفاقه، وكلهم بالطبع مقيمون نظاميا، ولدى المكتب بيان بجميع السكان ووقعنا عقد إيجار. وفي محل مجاور، يتباهى صاحب أصغر محل بما ينتج من الحلويات وإن كان الذباب يتطاير فوقها قائلا: لدي الحلويات الباكستانية وهي مطلوبة ويتم شراؤها من الجالية الباكستانية وكثير من المقيمين. وعن المراقب قال إنه يأتي في الأسبوع مرة أو مرتين ويشاهد المحل ويخرج. بائع الحبحب ولاحظنا في وسط السوق شابا سعوديا يبيع الحبحب، مما يلفت الانتباه، سألناه فأوضح منصور أحمد العنزي (15 عاما) أنه طالب يدرس في الصف الثالث متوسط، وقال: تخرجت من المرحلة المتوسطة وأبيع الحبحب في هذه الزاوية منذ فترة طويلة، حيث بدأت بالبيع من سن الـ(11 عاما) حيث أحضر إلى الموقع بسيارتي ودائما أتمنى أن يكثر العمال حتى يشتروا مني بضاعتي. وعلى مقربة من عربة الحبحب، يدير محمد توفيق مطعم مأكولات هندي أمضى 15 عاما في العمل في نفس المطعم، لكنه كان أكثر صراحة في الحديث حول الخدمات في المنطقة، مبينا أنه يسكن أيضا في الحي، وقال إنه للأسف غير مخدوم سواء في النظافة أو التحسين، والشوارع أصبحت مخيفة بل إن رش الحشرات أصبح أمرا معدوما تماما، والنفايات تتناثر في بعض المواقع. وعن مطعمه أضاف: نعد الطعام لجميع الوجبات وزبائننا آسيويون وعرب بل أيضا سعوديون، وحول زيارات البلدية، قال هذه الوظيفة تسير بمزاج صاحبها قد يحضر اليوم مراقب يمنعنا من القيام بأمر معين، ويأتي بعده آخر يقر ما منعه سابقه ولكنه يمنع أمرا آخر وهكذا، نحن نتمنى نظاما واحدا فقط. سمك الخالدية وفي محل مجاور لبيع الأسماك، كان واضحا غياب أي معايير صحية سواء في عرض الأسماك أو في حفظها، وهنا يؤكد البائع نمشان، أن محله شهير ويشهد إقبالا من جميع الجنسيات، مبينا أن السمك يصله من الدمام، وهم حريصون على الجودة. سألناه عن سر الروائح الكريهة في المحل، والتناقض بين ما يقوله وما نشتمه بأنوفنا، فأجاب: هذه رائحة السمك. وكان واضحا استياء أحد الآسيويين ورفيقه اللذين التقيناهم بالحي، حيث وفدا إليه لزيارة قريب، وقال أحدهما: نعمل في مشروع بعيد عن بريدة ونسكن هناك وقمنا بالتسوق وتناول الطعام في أحد المطاعم هنا، وعن الجودة أجابا: لا بأس، إلا أن الملاحظ كثرة النفايات في الشوارع داخل الحي. البلدي: طالبنا بتأهيل الخبيب والباخرة والخالدية أوضح رئيس المجلس البلدي المهندس منصور العرفج بقوله: تكتسب بعض الطرق في المدن شهرة خاصة عند السكان، ولها طابعها الخاص التجاري أو الصناعي أو الاجتماعي تحتفظ به مدة طويلة من الزمن، ومن أشهر الطرق والشوارع في مدينة بريدة شارع الخبيب (طريق الملك عبدالعزيز) وكان في الماضي تكثر فيه المقاهي التي يرتادها الأهالي منذ أكثر من ستين سنة، بالإضافة إلى شارعي الباخرة والخالدية وسط المدينة. وبين أنه لما لهذه الشوارع من شهرة ومكانة تاريخية، فقد اقترح المجلس أن يعاد تأهيلها بالكامل وتسجيل شارعي الخالدية والباخرة من ضمن المعالم السياحية (كطريقين سياحيين) بالمدينة لدى الجهات المختصة ورفع مستوى الخدمات فيهما، ومنع عبور السيارات وقصرهما على المشاة فقط، وتعمل الأمانة حاليا بهذا الاتجاه من خلال مشروع لتطوير المنطقة المركزية لمدينة بريدة حيث نرى في المجلس أن رفع مستوى الخدمات والتأهيل للطرق سيؤدي إلى رفع المستوى الحضاري العام بما فيها المحلات والمتاجر التي تقع عليه. وفيما يخص الرقابة الصحية على محلات الصحة العامة فإن المجلس يتابع من خلال تقارير الإدارة المختصة الدورية مستوى أداء المراقبين الصحيين وتزويد الأمانة بالملاحظات بشكل مستمر. يذكر أن شارع الخالدية يتجه من الشرق إلى الغرب ويربط طريق الخبيب (طريق الملك عبدالعزيز) بشارع الإمارة القديمة، ويشهد كثافة في حركة البيع والشراء نظرا لكثافة السكان في الأحياء المجاورة، أما الباخرة فيقع إلى الغرب من (طريق الملك عبدالعزيز) ويصل بين ساحة الجردة غربا وطريق الخبيب (طريق الملك عبدالعزيز).