×
محافظة المنطقة الشرقية

الرفاهية والترشيد | مقالات

صورة الخبر

أعلنت روسيا مؤخرا نيتها المضي قدما في بناء خط أنابيب "السيل التركي" المعروف باسم "تركيش ستريم" لنقل صادرات الغاز الطبيعي الروسيةإلى أوروبا، والتخلص من الارتهان لأوكرانيا، وذلك بغض النظر عن الصعوبات السياسية التي قد تواجه المشروع. وأعلن رئيس مجلس إدارة شركة غازبروم الروسية ألكسي ميلر الأسبوع الماضي عن قرار البدء بإنشاء الجزء البحري من "تركيش ستريم" الذي سيمر في البحر الأسود إلى البر التركي لينتهي عند الحدود التركية اليونانية، حيث يفترض إقامة مستودعات ضخمة للغاز سيتم عبرها توريده للمستهلكين في جنوب أوروبا. وقد وقعت روسيا واليونان مذكرة تفاهم في المنتدى الاقتصادي الذي عقد مؤخرابمدينة بطرسبرغ الروسي للتعاون في بناء وتشغيل خط أنابيب لنقل الغاز عبر الأراضي اليونانية ليكون امتدادا لخط "تركيش ستريم"، وبذلك تكون أثينا قد حسمت قرارها لصالح الانضمام للمشروع، ورفض الإغراءات والضغوط التي مورست عليها للانسحاب منه. سامسونوف: مشروع "تركيش ستريم" سيغطي في مرحلة أولى حاجة تركيا (الجزيرة) ويتألف المشروع من أربعة خطوط تبلغ طاقتها 63 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا، علما بأن المرحلة الأولى من المشروع تتضمن مد خط وحيد من الخطوط الأربعة بقدرة تناهز 16 مليار متر مكعب ستذهب لسد حاجة تركيا من الغاز. جوانب إيجابية رئيس مجلس إدارة شركة تقنيات الغاز رومان سامسونوف اعتبر أن المشروع ضروري على المدى البعيد، وأضاف أن المشروع في مرحلته الأولى سيغطي حاجيات تركيا. كما أن تكلفة نقل الغاز بواسطة هذا الخط منخفضة، وهذا بدوره يقلل من المخاطر، ويوفر الحد الأدنى المطلوب من الجدوى الاقتصادية، وسيسمح المشروع لروسيا عند اكتمال مراحله الأربع بالتوسع في صادراتها من الغاز نحو أوروبا. وتعليقا على إمكانية التوقف عن نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا، قال رومانوف للجزيرة نت "في الوقت الراهن من الصعب الامتناع عن استخدام نظم النقل الحالية، واتخاذ قرار بذلك لا يصب في مصلحة أحد، كما أن هذا غير ممكن لوجود التزامات قانونية يتوجب تنفيذها، أما من الناحية التقنية فهذا ممكن على المديين المتوسط والبعيد". تجنب أوكرانيا وقد ظلت أوكرانيا لسنوات ممر الترانزيت الرئيسي لصادرات الغاز الروسي إلى أوروبا، إذ يمر عبر أراضيها نحو 40% من إجمالي الإمدادات الروسية، لكن الخلافات الروسية الأوكرانية أثرت على أمن الشحنات المنقولة إلى بقية القارة الأوروبية، فكان البديل الروسي هو إنشاء خط "ساوث ستريم" لربط روسيا ببلغاريا عبر البحر الأسود ومنها لوسط وجنوب شرق أوروبا، لكن المشروع توقف عام 2014 بسبب الأزمة الأوكرانية، وفقدان روسيا الدعم السياسي والمالي الأوروبي. تومبيرغ: مشروع "تركيش ستريم" سيتم تنفيذه في مناخ اقتصادي صعب (الجزيرة) وعلى الفور تم استبدالها الفكرة بمشروع "تركيش ستريم"، وقد حاز المشروع على موافقة أنقرة التي تأمل في حصولها على تخفيضبأسعار الغاز الروسي مقابل دعمها للمشروع. احتمالات ضئيلة من ناحية أخرى، يرى الباحث في مركز دراسات الطاقة الروسي إيغور تومبيرغ أن بناء خط الأنابيب التركي سيواجه عقبات كثيرة تجعل استكماله أمرا في غاية الصعوبة. وأوضح تومبيرغ أن المشروع يأتي في ظل ظروف سياسية غير مواتية، إذ إن علاقات موسكو مع أوروبا متوترة، كما أن الاقتصاد العالمي يواجه أزمات صعبة وأسعار النفط غير مستقرة، وذلك بخلاف مشاريع سابقة تم تنفيذها في أجواء اقتصادية مشجعة، بالتالي ستكون هناك صعوبة في حصول روسيا على مشاركة مالية أوروبية حتى لو خفف الغرب العقوبات على موسكو. كما لفت الباحث إلى عدم وجود بنية تحتية في أوروبا لنقل الغاز من الجنوب لأن البنى التحتية في القارة مهيأة لنقل الغاز من الشمال (في بحر الشمال) أو من أوكرانيا. وقال تومبيرغ إن لدى أوروبا أيضا أجندتها الهادفة لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على روسيا مقابل دعمها بدائل أخرى مثل خطوط أنابيب الغاز من تركمانستان، كما أن انضمام اليونان للمشروع لا يعني أن الضغوط الأميركية والأوروبية التي تمارس عليها للخروج منه ستتوقف، ولا سيما أن أثينا تعاني من ضائقة مالية خانقة.