عوض الرجوب-الخليل أكدت مصادر رسمية فلسطينية زيادة حالات الإصابة بالحمى المالطية بين البشر والماشية خلال العام الجاري مقارنة مع الأعوام السابقة، لكنها أكدت توفر العلاجات اللازمة والتطعيمات الوقائية. وفي محاولة للسيطرة على انتشار المرض بين الحيوانات، وضعت وزارة الزراعة الفلسطينية برنامجا لتطعيم الماشية خلال عامين، بينما توفر وزارة الصحة العلاج المجاني للمصابين الذين يقدر عددهم بالمئات. وتعزو وزارة الزراعة الفلسطينية ارتفاع أعداد المصابين بشكل مباشر إلى تهريب الأغنام المصابة من إسرائيل-وخاصة من المناطق المفتوحة جنوب الضفة- إلى أراضي السلطة الفلسطينية، وهو أمر تزايد بعد توقف إسرائيل عن ذبح الأغنام المصابة وتعويض أصحابها. والحمى المالطية مرض مشترك بين الإنسان والحيوان، ومن أشهر طرق انتقاله إلى الإنسان تناول المنتجات الحيوانية دون غليها. ومن أعراضه الإجهاض لدى الحيوانات المصابة، وارتفاع درجة الحرارة وآلام المفاصل وغيرهما لدى الإنسان، وقد يستغرق علاجه ستة أشهر. وخلال الثلث الأول من العام الجاري، سُجل إصابة أكثر من 350 فلسطينيا بالحمى المالطية بحسب وزارة الصحة، مقابل أربعمئة حالة طوال العام الماضي 2014، في حين سجل في إسرائيل إصابة ستمئة حالة خلال 2014 غالبها في الوسط العربي. " الحمى المالطية مرض مشترك بين الإنسان والحيوان، ومن أشهر طرق انتقاله إلى الإنسان تناول المنتجات الحيوانية دون غليها " مستوطن وقال رئيس دائرة الخدمات البيطرية في وزارة الزراعة عماد مكركر، إن مرض الحمى المالطية مستوطن منذ أكثر من خمسة آلاف عام، نافيا توصيفه بالوباء "لأنه تحت السيطرة". وأضاف في حديث للجزيرة نت أن فلسطين سيطرت على المرض منذ الشروع في البرنامج الوطني لمحاربته عام 1998، حيث شرعت في التطعيم الشامل مما أدى إلى تراجع نسبة الإصابة بين الحيوانات من 15% في حينه إلى ما معدله 4% اليوم. وأضاف أن عدد الإصابات البشرية تراجع من 1500 سنويا قبل ذلك التاريخ إلى مئتين في السنوات الأخيرة، لكنه أكد أن الزيادة في أعداد المصابين العامين الماضي والجاري ليست في أراضي السلطة الفلسطينية فقط وإنما داخل إسرائيل أيضا. وينفي المسؤول في وزارة الزراعة تهمة التقصير في توزيع التطعيمات، معتبرا أن انتشار المرض له علاقة بوعي المستهلك، مبينا أن المنتجات غير المعالجة حراريا لها علاقة بـ95% من الإصابات البشرية. وأرجع مكركر سبب انتشار المرض إلى تهريب أغنام مصابة من داخل إسرائيل من قبل تجار "عديمي الضمير"، بعد توقف إسرائيل عن ذبح الأغنام وتعويض أصحابها، مما يدفعهم لتهريبها. مشيرا إلى توفر مليوني جرعة تطعيم ستعطى للحيوانات خلال العامين الجاري والقادم. مكركر: مرض الحمى المالطية مستوطن منذ أكثر من خمسة آلاف عام قصور من جهته، اتهم الناطق باسم وزارة الصحة أسامة النجار وزارة الزراعة ودوائر البيطرة بالقصور في أداء دورها تجاه مربي الأغنام، مما أدى إلى تزايد انتشار المرض. وقال في حديث للجزيرة نت إن وزارة الصحة توفر العلاج مجانا للمريض على مدى العام، مؤكدا وجود زيادة بطيئة في أعداد المصابين. أما مدير دائرة الطب الوقائي بوزارة الصحة الدكتور ضياء حجاجي، فأكد تسجيل 350 إصابة بشرية بالحمى المالطية خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الجاري، أي بمعدل 85 إصابة شهريا، مما يعني زيادة ملحوظة في أعداد المصابين مقارنة مع العام الماضي والأعوام التي سبقته. وأضاف في حديث للجزيرة نت أن وزارة الصحة وبالتعاون مع وزارة الزراعة تتخذ خطوات لمتابعة الأغنام المهربة وتطعيم الماشية للحد من الإصابات البشرية، لكنه استبعد القضاء على المرض الذي قال إنه مستوطن في منطقة الشرق الأوسط. وذكر أن الأعداد المسجلة في السنوات التي سبقت العام الماضي كانت تحت السيطرة وتعد بالعشرات، إلا أن العام الماضي والعام الحالي شهدا تزايدا ملحوظا استدعى تكاتف الجهود للسيطرة عليه.