ارتفعت أسعار النفط صوب 64 دولاراً للبرميل أمس، ولحق الخام بركب أسواق المال الصاعدة بفضل تكهنات بأن يتفادى قادة الاتحاد الأوروبي إفلاس اليونان. وارتفعت الأسهم العالمية واليورو وسندات الدول الواقعة على أطراف منطقة اليورو بفضل موجة التفاؤل بإبرام اليونان اتفاقاً مع دائنيها الدوليين في اللحظة الأخيرة يجنبها التخلف عن تسديد الديون. وزاد سعر مزيج «برنت» الخام في عقود آب (أغسطس) 53 سنتاً إلى 63.55 دولار للبرميل بعد أن نزل نحو اثنين في المئة الجمعة الماضي. وصعد الخام الأميركي في عقود شهر أقرب استحقاق 40 سنتاً إلى 60.01 دولار للبرميل. وتعافت الأسعار من خسائرها المبكرة بعدما جاء رد فعل الاتحاد الأوروبي إيجابياً على أحدث مقترحات تقدم بها رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس لحل أزمة الديون قبل اجتماع طارئ للزعماء الأوروبيين. وقال محللو «كوميرتس بنك» في مذكرة للزبائن «تجد أسعار النفط دعماً في آمال التوصل إلى اتفاق لتسوية الخلاف مع اليونان في شأن ديونها خلال قمة الاتحاد الأوروبي اليوم مع بداية أسبوع جديد». لكن المخزون الكبير للخام حد من المكاسب، وأشار مصرف «مورغان ستانلي» في مذكرة بحثية، إلى أن وجود نحو 10 ملايين برميل من الخام غير المباع، معظمه في نيجيريا، في منشآت تخزين عائمة على رغم زيادة الطلب القوي في الصيف قد ينبئ بآفاق سلبية للنفط في النصف الثاني من العام. مصاف وأفادت مصادر في قطاع النفط بأن شركة «أرامكو السعودية» تدرس احتمال إغلاق مصفاتها البالغة طاقتها 90 ألف برميل يومياً في جدة بعد بضع سنوات بسبب تقدم عمر المصفاة. وتخدم المصفاة، التي بدأت عملها عام 1967، معظم المنطقة الغربية في المملكة وإغلاقها سيزيد الطلب على المصافي السعودية الأخرى، وهي تنتج غاز البترول المسال والبنزين ووقود الديزل والأسفلت ووقود الطائرات وتصدر النفتا. وأفاد مصدر بأن «أرامكو» كانت تدرس ما أن كانت ستغلق المصفاة في 2018 لكن يبدو الآن أنها ستؤجل هذه الخطوة إلى 2022 على الأرجح بسبب تنامي الطلب المحلي على المنتجات النفطية وتأجيل بناء مصفاة جديدة في جازان. وذكر مصدر آخر أن توسع جدة جعل المصفاة في وسط المدينة ما تسبب في مشاكل بيئية ساهمت في اتخاذ قرار يُرجح إغلاقها. وقال تاجر في سنغافورة إن المصفاتين الجديدتين في الجبيل وينبع واللتين تديرهما «أرامكو» و «توتال» الفرنسية و «سينوبك» الصينية ستعوضان النقص في إنتاج البنزين الذي سينجم عن إغلاق مصفاة جدة. وأضاف أن سوق النفتا العالمية لن تتأثر كثيراً، لأن المصفاة لا تصدر سوى نحو 40 ألف طن شهرياً. وكان تجار أفادوا بأن مصفاة الرويس في الإمارات سترفع صادراتها السنوية من النفتا إلى أكثر من 10 ملايين طن من 7.5 مليون طن حالياً. وأعلن الناطق الرسمي باسم «شركة البترول الوطنية الكويتية» الحكومية، خالد العسعوسي، أن تشغيل مصفاة الزور التي تعتزم الشركة بناءها قد يتأخر عن موعده المقرر سلفاً مطلع 2019 بسبب ارتفاع أسعار العطاءات. وقال رداً على سؤال لوكالة «رويترز» عما إذا كان بدء تشغيل المشروع سيتأخر عن موعده، إن «الشركة طلبت فعلاً من الحكومة تمويلاً إضافياً للمشروع، وإن هناك تأخيراً فعلياً حالياً بمعدل شهرين عما كان مخططاً ولا نعرف متى سنحصل على التمويل الإضافي». وأرسل العسعوسي بياناً جاء فيه أن «المشروع قائم وهو من المشاريع المهمة والاستراتيجية لدولة الكويت ويسير وفق جدول زمني محدد شابه بعض التأخير بسبب ارتفاع الأسعار المقدمة من المقاولين في عطاءاتهم للخمس مناقصات الرئيسية». وأوضح البيان أن الشركة طلبت الحصول على موازنة إضافية لتغطية تكاليف تنفيذه وتم رفع الأمر إلى «مؤسسة البترول الكويتية» لعرضه على مجلس إدارة المؤسسة ومن ثم على المجلس الأعلى للبترول. ومن المقرر أن تكون مصفاة الزور أكبر مصفاة نفط في الشرق الأوسط بطاقة تكريرية قدرها 615 ألف برميل يومياً. وستنتج المصفاة الجديدة وقود الديزل والبنزين والنفتا وزيت الوقود المنخفض الكبريت لمحطات الكهرباء المحلية. مصر وقال مسؤولون مصريون ومصادر تجارية إن القاهرة اتفقت مع شركة النفط البريطانية «بي بي» على صفقة لتوريد الغاز الطبيعي المسال خلال عامي 2015 و2016 لكن الاتفاق كان على كميات أقل من تلك التي اقترحت في البداية. وستورد الشركة البريطانية الحكومية 16 شحنة بموجب اتفاق مع «الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية» (إيغاس) مقارنة بـ21 شحنة اتُفق عليها في البداية. ويأتي هذا الاتفاق في إطار مناقصة كبرى طرحتها مصر في كانون الثاني (يناير) لشراء 70 شحنة من الغاز المسال بقيمة نحو 2.2 بليون دولار لكن التأجيل المتكرر ألقى بظلال الشك على الاتفاق مع «بي بي» مع سعي مصر لتلبية حاجاتها من الطاقة. وقال رئيس «إيغاس» خالد عبد البديع: «وقعنا مع بي بي اتفاقاً لتوريد 16 شحنة من الغاز المسال تُسلّم خلال 2015-2016». وفي إطار مناقصة كانون الثاني، فازت شركة «ترافيغورا» بحق توريد 33 شحنة و«فيتول» 9 شحنات ومجموعة «نوبل غروب» 7 شحنات. وكانت «بي بي» ستورد الشحنات المتبقية وعددها 21، على أن يبدأ تسلــيمها من نيسان (أبريل). غير أن مصادر مطلعة أكدت أن تأخر توقيع الاتفاق حتى وقت قريب أدى إلى تقليص عدد الشحنات.