أفاد مدير عام بلدية دبي، المهندس حسين ناصر لوتاه، بأن البلدية أطلقت المشروع الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط لتصريف الأمطار والمياه الجوفية في منطقة مطار آل مكتوم والمجتمعات العمرانية القريبة، والتي تغطي مساحة 400 كيلومتر مربع ، بكلفة تتجاوز ملياري درهم، ومن المتوقع البدء في المشروع مع بداية العام المقبل. وقال لوتاه إن المشروع تجميع وتوصيل لمياه الأمطار والمياه الجوفية السطحية في أنفاق عميقة وتوصيلها بمياه الخليج لتصريفها، ويمثل حلاً طويلاً المدى لمعالجة مشكله صرف مياه الأمطار وحلاً مجدياً لـ100 عام المقبلة. المهندس حسين ناصر لوتاه: المشروع يهدف إلى تجميع وتوصيل مياه الأمطار والمياه الجوفية السطحية في أنفاق عميقة وتوصيلها بمياه الخليج لتصريفها. وقال مساعد مدير عام البلدية لقطاع البيئة والصحة العامة، المهندس صلاح أميري، إن إطلاق هذا المشروع العملاق تزامناً مع إطلاق المشروع الأكبر، وهو استحداث نظام الأنفاق العميقة للصرف الصحي كنظام مرن ومتكامل، ومواكباً لمتطلبات النمو السكاني المتوقع لإمارة دبي في المستقبل، يعد مشروع القرن الصحي والبيئي لـ100 عام مقبلة. أوضح أن إطلاق هذا المشروع العملاق يؤكد أن هناك رؤية إبداعية وتطوراً نوعياً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً أن هذا المشروع سيفيد دبي لمدة 100 عام مقبلة دون صيانة أو مشكلات صرف صحي أو غيرها، بل ويسهم في رفد الإمارة بالعديد من الأماكن الترفيهية والخدمية ذات المنظور العالمي كمدينة ذكية لديها رؤية استراتيجيه عميقة، توضح وتحقق مفهوم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في أن تكون دبي مدينة استدامة رفاهية العيش، مع رؤية تخطيط سليمة وذكية ومتواصلة. وأكد مدير إدارة الصرف الصحي والري، المهندس طالب عبدالكريم جلفار، أن النفق المزمعة إقامته طاقته الاستيعابية عالية جداً، إّ يستقبل ما يوازي 65 طناً من المياه في الثانية الواحدة، أو ما يعادل 3900 طن في الدقيقة، بحجم يساوي 100 مرة حجم مياه حمام سباحة أوليمبي. وأضاف أنه بهذه القدرة الاستيعابية سيتم حماية مطار آل مكتوم والمنطقة المجاورة من خطورة الفيضانات التي ستؤثر في عمليات التنمية وتعرقلها، وتوقف الأنشطة، إضافة إلى المزايا التقنية للمشروع، فهو يوفر على الحكومة ملايين الدراهم سنوياً التي كانت تصرف على تشغيل وصيانة البنية التحتية المعتادة المستخدمة في حل مثل هذه المشكلات، وفي الوقت نفسه يرشِّد استهلاك الأراضي للأنشطة العامة والتجارية، ويوفر نحو 30% من الطاقة الكهربائية المستهلكة، التي كان يمكن أن تستهلك في حال النظم المعتادة. وأشار إلى أن المشروع يشمل إنشاء خط رئيس لتجميع مياه الأمطار، لخدمة منطقة المطار وإكسبو 2020، ومساحة المشروع تشمل مساحة منطقة ديرة، وتمت الدراسة المبدئية، ويتم حالياً دراسة التصميم الابتدائي للمشروع، على أن يتضمن حفر نفقين، تراوح أعماقهما بين 15 و35 متراً، بقطر ستة أمتار، ومد أنابيب مآخذ تصل أطوالها إلى 13 كيلومتراً، وسيتم طرح المشروع قريباً على المقاولين، بعد الانتهاء من الأعمال الفنية، على أساس أن يكون البدء في التنفيذ مع بداية العام المقبل، ويكون جاهزاً للعمل قبل افتتاح فعاليات إكسبو في 2020. من جانبه، قال رئيس قسم التخطيط والتصميم بإدارة الصرف الصحي والري بالبلدية، المهندس فهد أحمد سعيد، إنه سيتم بناء خطوط تصريف مياه الأمطار تحت الأرض باستخدام تكنولوجيا الأنفاق المبتكرة، وبالتالي تقليل ضرر الأعمال الإنشائية إلى أدنى حد، متابعاً أن تكنولوجيا الأنفاق المبتكرة ستضمن خلال فترة تنفيذ المشروع التقليل من الأضرار الإنشائية على سطح الأرض، بما فيها الطرق والمرور وغيرها من المرافق، ويعتبر تنفيذ برنامج تطوير النفق الاستراتيجي أمراً حيوياً للتخفيف من الطاقة الاستيعابية الزائدة على مياه الصرف الصحي، ولتلبية الزيادات المتوقعة من مياه الصرف الصحي القادمة من مناطق التنمية الجديدة والزيادة السكانية، وذلك عن طريق توفير حلول صديقة للبيئة بأدنى مستوى من مستويات الانبعاث الكربوني. وأضاف أنه تم تصميم شبكة التجميع الجديدة باهتمام كبير للمحافظة على البيئة الصحراوية والساحلية، والتي تجعل من دبي مكاناً مشجعاً للعمل والعيش والترفيه، لافتاً إلى أن النظام يعد أحدث نظام مستدام لتصريف مياه الأمطار والمياه الجوفية، ويعتبر من أحسن النظم، خصوصاً أنه لا يحتاج إلى صيانة.