سبحان من لا تنام عينه، فقد جاء بالأخبار أن أهالي منطقة (ستيل ماري) في الباكستان أمسكوا بأحد اللصوص وأوسعوه ضرباً، عندها أخرج لهم بطاقته التي تثبت أنه موظف في الشرطة، إلا أنهم لم يطلقوا سراحه، واصطحبوه إلى مركز الشرطة المجاور، وقاموا بتسجيل شكوى ضده مشفوعة بشهادات جماعية تثبت أنه متورط في السرقة ونهب أموال المارة والمسافرين بارتداء الملابس العادية على طريق مظلم يقع على طرف إحدى المناطق السكنية خلال الليل منذ فترة، بينما أنه كان يرتدي زي شرطة خلال الصباح. من جانبه أصدر رئيس الشرطة في المنطقة قراراً بإيقافه عن الخدمة وإحالته إلى السجن تمهيداً لمحاكمته، فيما أصدر قرارا آخر بإيقاف ثلاثة آخرين أيضاً من رجال الشرطة عن خدماتهم لإجراء التحقيقات، وذلك عن خلفية ورود أسمائهم ضمن الشكوى الجماعية التي تقدم بها أهل المنطقة ـ انتهى الخبر. يعني باختصار (حاميها حراميها). بعدها أخذت أنا يا محاكيكم أقلب الأمور، ووضعت نفسي في مقام ذلك اللص الشرطي، وأخذت أفكر في وضعه وظروفه، وكيف أن الحاجة قد حدته إلى أن يمتهن هاتين المهنتين المتناقضتين (الحرزانتين). وحمدت ربي أنني لم أكن في مكانه، ولم أكن في أي يوم من الأيام لا شرطياً ولا مسؤولا، لكي لا أقع في المحظور، ليس من باب الأمانة، لا أبداً ولكن فقط خوفاً من الفضيحة عندما يلقي القبض عليّ. لأنني أعرف الناس بنفسي التواقة لكل مغامرة مربحة ومجزية. فليس هناك أروع من أسلوب (اضرب واهرب)، و(اهبش واستخبّي)، عندها يكون للمكسب طعم لا أحلى ولا ألذ، خصوصاً عندما تبدأ أنت أيها اللص أو المسؤول بعد أرباحك، وتكتشف أنك بعبقريتك الفذة قد موهت على كل من توسموا بك الثقة والخير. هنا تكون الفروسية والألمعية، بل هنا يكون مربط الحصان لا الفرس، فليس مثل هذه الرجولة فحولة، البتة، البتة. إنني لا أهذر، ولكنني أعني ما أقوله. فدعوني على الأقل أطبق هذا المبدأ ولو ليوم واحد في حياتي، على شرط أن أكون الحارس الوحيد على كل البنوك (المشرعة أبوابها) في ليل أظلم. عندها أقسم لكم بالله إنني سوف أوزع على كل المحتاجين (2,5) من حصيلتي، والباقي (أكوش) عليه. أرجوكم لا تصدقوا كلامي، فهو مجرد كلام بعارين. Meshal.m.sud@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 455 مسافة ثم الرسالة