لماذا كل هذا الخوف والقلق والخشية؟! حالة جزع وكراهية، غير مسبوقة، تعيشها الشعوب الغربية تجاه الإسلام والمسلمين؟! حالة تثير أسئلة صادمة. كصدمتهم بثقب الأوزون في الغلاف الجوي. يسعون لتضييق ثقب الأوزون ورتقه نهائيا. يسعون لتجنب كارثته البيئية على كوكب الأرض بمن فيه. هكذا يدعون. وهذه حالهم مع ثقب الأوزون، فكيف بفجوة الخوف من الإسلام والمسلمين؟! لا يعالجون. لكنهم يعمقون الخوف والأوجاع والمصائب والكراهية. من يصنع خوف الشعوب الغربية؟! هل الهدف النيل من الإسلام كديانة؟! أم من المسلمين كأتباع؟! أم أنهما معا محل استهداف؟! هل هدفهم الحد من انتشار الإسلام في بلادهم؟! نجحوا في صناعة النموذج: وحشي، بربري، دموي، وغير حضاري. هل هذا النموذج بديل الحرب الباردة؟! الحروب دموية والضحايا كثر. ساحات الضحايا في العالم الإسلامي بكامله. هل هذا محض صدفة؟! كأن لسان حالهم يقول هذا هو الإسلام فاحذروه. هؤلاء المسلمون نتاج دينهم فتجنبوهم. كل ما يجري في العالم من حروب ومشاكل دموية تتركز بين المسلمين وعليهم. أصحاب ديانة واحدة. بأسهم بينهم يزداد قسوة ودموية وفحشا. أيضا يتعرضون لبأس وفحش غيرهم. لماذا؟! هل هذا محض صدفة؟! الأمر خاضع للتأويلات والتفسيرات والتحليلات. وحتى التاريخ له كلمة. عندما يتحول الأمر إلى جدل، فهذا يعني أن إثارة المشكلة متعمدة، لتحقيق أهداف محددة. وقد أصبح الجدل سمة الغرب. يتفرجون على دماء المسلمين. يجادلون بدم بارد وكأنهم يباركون القتل والتدمير. لا أتحدث عن غيري. (كلّ برشده يعيش). لكن بصفتي مسلما أسمح لنفسي الخوض في فهم قراءتي الإدراكية. التساؤلات نتاج ذلك الفهم وتلك القراءة. أبحث عن إجابات. كأني في مقابلة شخصية مع ذاتي. هذا أبسط حقوقي المشروعة. ولكم أنتم فعل ذلك. لنعتبرها الفوضى الخلاقة في عالم الذّات. المقابلة مع نفسي لها جذور في الماء (الصّامط) بلهجة قريتي. أي البارد. عرض تساؤلاتي ليس تعديا على طقوس جمهور مجلس الأمن. أعرضها بهدف الحث والتحفيز في ذاتكم المسلمة. ابحثوا عن إجاباتكم. أخذت بشعار (ابدأ بنفسك). لتكن مشاركتكم مشروعا خيريا، تطوعيا. واهبا غير ناهب. شخصوا المشاكل. حددوا الاحتياجات. تتوسع العبادة بالتأمل والتفكير والمراجعة. حتى يكون هناك إجابة لا بد أن يكون هناك سؤال. متى يتولد الخوف لدى الإنسان؟! هذا السؤال الأهم. بواسطته انطلق مسافرا عبر أعماق النفس التي أحمل. لتكن جولة سياحية لسفير النوايا الحسنة الذي أحمل. سياحة في أرجاء تضاريس ذاتي. تشكلت بفعل عوامل خارج قانون الضغط والحرارة. قدرة، عطاء، غطاء، ثروات. وهناك سلبيات سفراؤها كثر. وجدت العرب تقول: (الإنسان عدو ما يجهل). فهل تجهل الشعوب الغربية الإسلام؟! سؤال له وعليه ملاحظات. ليكن قاعدة انطلاق. هدفي الأهم إثارة الأسئلة. هل الأسئلة أجوبة؟! هل يجهلون الإسلام؟! الجواب نعم. كنتيجة لم يشكل لديهم التعامل مع المسلمين خوفا وهاجسا. لكن جاء من صور الأشياء بهيئة سيئة. كنتيجة تنبّهت الشعوب الغربية إلى جهلها بالإسلام. هنا تشكلت بذرة الخوف مما يجهلون. تراكمت وتسارعت الأحداث الدامية في العالم الإسلامي. أصبح الغرب الشعبي في حالة رعب. انفجر مشوار كراهيتهم وخوفهم مع أحداث (11 سبتمبر). أعقبها أحداث دامية مدروسة. خليط استعماري شكل أساس المشاهد والصور السيئة. تحركت ميكنة الرعب الغربي الصليبي الصهيوني المسمومة والمرسومة مسبقا. مصدر معلومات الفرد الغربي تتركز في الشاشة الفضية، بجانب ما تقدمه وسائل الإعلام الأخرى. قوة غير عادية لتوظيف العلم وإمكانياته في مجالات غير أخلاقية. كالقنبلة الذرية حيث حولوا فوائد الذرة إلى نقمة. وهكذا إعلامهم تحول إلى نقمة على الإسلام والمسلمين. شوهوه أمام الغرب الشعبي. كنتيجة أصبحت ترتجف خوفا ورعبا. نفخوا السوء في كل أوضاع المسلمين. استعمارا. تدخلات. مصالح قذرة. أطماعا. هيمنة. تراكمت نتائج سوء سياسة الغرب الصليبي الصهيوني الحاقد. نفخوا البالون داخل الشخصية الإسلامية وفق ما يرغبون. في لحظة ما فجّروا هذا البالون. خرج غضب النفس الإسلامية التراكمي. تلقفوا الغضب. شكلوا وصاغوا منه متاهات الإرهاب. حولوه إلى صناعة للموت والخوف. وجاءت الثمار بهذا الشكل الذي نرى ونعيش. إعلامهم يرصد وينقل. يبث ويشوه في غياب جهل الغرب الشعبي بالإسلام. أصبحوا أمام دماء تراق باسم الإسلام. خافوا هول التقارير والمشاهد. نجح مخطط الغرب الصليبي الصهيوني. السؤال: كيف شاركنا كمسلمين في نجاح المصائب على أنفسنا وعلى الإسلام؟! أكاديمي- جامعة الملك فيصل