×
محافظة المدينة المنورة

فيصل بن سلمان: المحاسبة ستطال جميع المقصرين

صورة الخبر

ويرى الدكتور ياسر محجوب رئيس قسم العمارة والتخطيط العمراني بكلية الهندسة جامعة قطر، أن قضية توحيد الطابع المعماري للدوحة شبه مستحيلة وتعد فكرة عفا عليها الزمن، فالهندسة المعمارية لأي مدينة تختلف حسب المباني التي يتم تشييدها، ناهيك عن أن المباني بطبيعتها تتأثر بالمتغيرات المحلية والإقليمية والعالمية، فهي كائن حي يتأثر ويؤثر في البيئة المحيطة به، فلا يمكن أن نشيد مباني ذات أقبية ومساقط لكي تدخل الهواء للمنازل في المباني المعاصرة لأن التطور الإنساني تعدى هذه التقنية وأصبحت هناك مكيفات ووسائل تبريد متطورة تعمل على تلطيف أجواء المباني وهكذا. وقال إن الهندسة المعمارية اليوم أصبحت تختلف باختلاف الغرض من المبنى وطبيعة القاطنين فيه، فالمباني الحكومية تختلف عن مثيلتها السكنية، كما أن المباني السكنية تختلف هندستها المعمارية وفق القاطنين فيها ومعدل دخلهم فالأثرياء يفضلون العيش في عقارات تلبي احتياجاتهم وتحقق الرفاهية التي ينشدونها، بخلاف محدودي ومتوسطي الدخل الذين تختلف احتياجاتهم ومتطلباتهم في العقار الذي يقيمون فيه، ولهذا تختلف الهندسة المعمارية في المدينة الواحدة حسب الفئات التي تخدمها ومن الصعوبة بمكان وضع هندسة معمارية موحدة لكل أحياء المدينة الواحدة. وأوضح أن مسألة تكوين هوية معمارية لمدينة أو منطقة تأخذ وقتا طويلا تمتد لسنوات عديدة ولا تولد بين يوم وليلة، كما أنه لا يجب أن نغفل أنه في عالم اليوم ومع تقارب الثقافات إلى حد كبير أصبح من العسير أن تفصل بين المفاهيم ومن ثم بين أشكال الهندسة المعمارية المختلفة، ناهيك عن أن الانغلاق حول الذات لتشكيل هوية معينة تتميز بها عن باقي الأجناس الأخرى أرى أن فيه بعض العنصرية التي يجب أن نتجنبها، فالعالم اليوم أصبح منفتحا على بعضه البعض من حيث الأفكار والهوية المعمارية، فلا نستطيع تجميد الهوية المعمارية وإغلاقها على مجتمع بذاته ونترك ما يموج في العالم من تصاميم هندسية مبتكرة وتكنولوجية وتضم عناصر جديدة مثل الأبنية الذكية والخضراء وغيرها من الأفكار والمواد المعمارية الجديدة. وأضاف الدكتور ياسر محجوب أن الدوحة تتنوع مشاريعها العقارية مع تنوع الشريحة التي تستهدفها من السكان، فمثلا مشروع اللؤلؤة تتنوع فيه المنتجات العقارية في أحيائه المختلفة، فمنها ما هو طراز معماري إيطالي، ومنها ماهو عربي ، بالإضافة إلى الطابع الغربي في أحياء أخرى وهو ما يشير إلى تحكم المطور العقاري في الفكر المعماري للمشروع، لأنه مشروع تجاري في الأساس وبالتالي يتبع أساليب متنوعه لضمان نجاح تسويقه بشكل جيد، في حين أن مشروع مدينة لوسيل يتضمن نمط تخطيطي موحد ولكن تتعدد فيه الطرز المعمارية، فكل منطقة من مناطق المشروع لها هندستها المعمارية المميزة. ولتجنب تشييد مشاريع تصدم القاطنين في منطقتها، دعا الدكتور ياسر محجوب إلى ضرورة إيجاد مشاركة مجتمعية عند إنشاء أي مشروع في أي بلدية من البلديات، فلابد أن تتم استشارة القاطنين حول المشروع ومجلس البلدية وعضو المجلس البلدي عن هذه المنطقة، وذلك لمعرفة رؤيتهم وأفكارهم واقتراحاتهم حول المشروع العقاري الذي سيتم تشييده في المنطقة، فهذه المشاركة المجتمعية تسهم في نجاح المشروع بعد اكتماله وتحقيق الهدف من إنشائه.