×
محافظة المنطقة الشرقية

مقدمة 1-البرازيل تودع كأس العالم للسيدات بالخسارة أمام أستراليا

صورة الخبر

لا تغيب عن مخيلتي وأنا أكتب هذه السطور الزيارة التي قام بها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته لروسيا الاتحادية في نوفمبر عام 2007 والتي شهدت العديد من فعالياتها ضمن الوفد المرافق لسموه. فهذه الزيارة، التي تمت في غمرة الحديث-على الأقل من الجانب الروسي-عن قرب عقد صفقة عسكرية من ضمنها الدبابات التي أنهت تجاربها في تضاريس ومناخ المملكة بنجاح، قد سجلت بدون مبالغة واحدة من قمم الذروة في تطور العلاقات بين البلدين التي تعرضت فيما بعد إلى موجات عارمة من التذبذب صاحبتها انتكاسات وتردّ للعلاقة بين الرياض وموسكو. ولهذا فإن المتابعين والمهتمين يعلقون أهمية كبيرة على اللقاء الذي تم الأسبوع الماضي بين ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وهذا ليس مصادفة. فهذه الزيارة قد جاءت في وقت مفصلي بعد أن مرت فيه العلاقة بين البلدين لامتحانات صعبة. فنحن إذا تجاوزنا الأزمة السورية وإيران اللتين تأخذهما المملكة بعين الاعتبار عند تقييم علاقتها مع الآخرين فإن الفترة السابقة قد شهدت العديد من الأمور التي يحتاج البلدان لتحديد مواقفهما منها. وأنا هنا لن اتوقف عند النفط والبتروكيماويات والانخفاض الذي طرأ على أسعار مبيعاتها واهتمام البلدين بالتنسيق فيما بينهما في هذا المجال ولا عند تجارة واستزراع القمح والشعير اللذين يدخلان ضمن مقومات الأمن الغذائي. فالتطورات التي مرت في الفترة الأخيرة تضع في صدارة المباحثات أمورا أخرى. فعاصفة الحزم التي برزت خلالها المملكة كقوة إقليمية قادرة على الدفاع عن مصالحها بكافة الطرق السياسية والعسكرية والاقتصادية تفرض بالتأكيد أجندتها. إن هذا التطور النوعي الجديد يضع على رأس قائمة اهتمامات المملكة امتلاك السلاح والحصول على معارف وأسرار إنتاج الذرة. وروسيا في هذين المجالين تعتبر من مراكز الصدارة في العالم. وأنا أعتقد أن الأمير الشاب الذي شهدنا أداءه الناجح على مستوى العمليات العسكرية أثناء عاصفة الحزم ومهارته خلال اجتماعات كمب ديفيد في الولايات المتحدة هو من يستطيع تغيير العلاقة بين المملكة وروسيا بشكل جذري وتسخير القدرات الروسية في خدمة المملكة. وما يساعد في هذا الشأن ان موسكو ليست من العواصم التي يستهويها فرض الشروط التعجيزية المسبقة على الأصدقاء قبل أي صفقة كما هي عادة البلدان الأوروبية والولايات المتحدة. إن المملكة يهمها أن تكسب إلى جانبها لاعبا دوليا قويا وأحد أعضاء مجلس الأمن الدائمين كروسيا الاتحادية التي خاضت مثلها عملية إثبات الذات بعد انضمام القرم اليها، وولي ولي العهد بحكم المسؤوليات التي يضطلع بها كوزير للدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية هو القادر على إحداث تقدم في العلاقات مع هذا البلد على الجبهة العسكرية والاقتصادية. وعلى هذا الأساس يمكن أن نتوقع حصول المملكة على مكاسب قيمة من المحادثات التي تمت في عاصمة الشمال الروسية. وبالتأكيد فإن أصحاب الأعمال السعوديين المشاركين في منتدى سان بيطرسبورغ الاقتصادي وكذلك مجلس الأعمال السعودي الروسي سوف يكونون على رأس المستفيدين من هذا الزخم الذي أعطاه الأمير محمد خلال زيارته ولقائه بالمسؤولين الروس.