×
محافظة مكة المكرمة

أسعار النفط تهبط دون 60 دولار للبرميل

صورة الخبر

وسط لفيف من النقاد والمثقفين، نظمت دار العين للنشر والتوزيع في القاهرة أمسية، لمناقشة رواية وديعة للطبيبة النفسية والروائية جمال حسان، شارك فيها الناقد الدكتور شريف الجيّار، والدكتور محمد رفيع. قال الجيّار: إن وديعة خطاب روائي طويل، اعتمدت فيه جمال حسان على الترميز الشفاف، لترصد ما يعانيه المجتمع المصري من فساد وضبابية وغموض، وتكشف عن الأنفس الخربة داخل مجتمعنا. وأوضح أنه جاء عنوان الرواية مناقضاً تماماً لدلالته داخل النص، فوديعة التي أرادت أن تحلم بالسعادة، انتهت حياتها بغير وداعة على الإطلاق، وهي هنا تمثل الحياة بأكملها التي تحدث في مصر، والغيبوبة التي أصيبت بها ترمز إلى حالة من حالات الغيبوبة التي يعانيها مجتمع برمته، الرواية كاشفة وصادمة لأنها اتكأت على الوداعة، ولكنها رصدت لنا عالماً شرساً، وهو الفساد في مهنة الطب، الذي غيّر من مفهوم إنسانيتها، حتى أصبحت مجرد حالة تجارية. وأضاف: إن وديعة رواية أزمة، تداعب المتلقي بكل طبقاته فقيراً كان أم ثرياً، جاهلاً أم مثقفاً، وكأنها تقول إننا كلنا على طاولة مشرحة الموت، داخل مستشفى طيبة الذي يرمز إلى مصر، فداخل أروقة هذا المستشفى فقدت الإنسانية كل روح طيبة داخل المجتمع، فالشخصيات داخل هذا العالم؛ إما جشعة، أو مخادعة؛ تبدو لك وديعة غير أنها براغماتية، حتى الطفل الذي يرمز للجيل القادم، جاء انتهازياً براغماتياً في هذا النص الروائي. وتابع الجيّار: وديعة رواية دائرية بدأت من الأب والأم وانتهت بالطفل، الذي يعاني التليف، مثل رحم الأم الذي كان يعاني التليف أيضاً، ووسط هذا الفساد، وهذه الشخصيات المريضة، جاءت شخصية زيزي التي تُعدّ نقطة ضوء وسط العتمة، وكأن الكاتبة أرادت أن تقول: سيأتي من هو شريف ليُكمل المسيرة. كما رأى الجيّار أن النص المسرحي، هيمن على النص السردي في الرواية، مشيراً إلى أن الرواية هي مشاهد سينمائية، ونتيجة لهيمنة النص المسرحي، لم تهتم الكاتبة بوصف المكان، لأن ما يهمها هو الحالة النفسية للشخصيات، ومن ثم يمكن اعتبار هذا النص نصّ حالة؛ حالة وديعة التي كانت وديعة وفقدت وداعتها ورحمها وحملها. وقال الناقد محمد رفيع: إن الكتابة بالنسبة لجمال حسان مشروع حيا، وليست ترفاً يأتي على هامش الحياة، مشيراً إلى أنها كاتبة مهمومة بقضايا وطنها، رغم حياتها في لندن. وأضاف: إن بناء الرواية، هو بناء كلاسيكي، أقرب إلى القارئ العادي، وإن المكان في النص جاء مناسباً لهذا البناء الرصين، إذ توزع ما بين البيت، المستشفى، الإسكندرية.