انتظرت أياما حتى أتعايش مع الأخبار وأفهمها، وأقيس ردود فعل الناس حول رفض مجلس الشورى مشروعا عن الوحدة الوطنية، فبعد ستة أعوام من الدراسة لم ينجح مشروع الوحدة الوطنية في مجلسنا، وسقط مرة أخرى في المنطقة الرمادية بين السعوديين، لأن المجلس الموقر لم يكن محنكا بما يكفي للقراءة السياسية والمجتمعية لهذا المشروع. الرفض بعد 6 سنين يجعلنا نرى مدهوشين كيف احتاج "مشروع عن الوحدة الوطنية" إلى ست سنين من الدراسة، مؤكد أنهم لم يفهموا المطلوب منهم.. لم يكن ردهم المعلن منطقيا أبدا بأن النص الموجود في نظام الحكم الأساسي كاف، فكلنا يعرف أنه نص واضح وصريح وكاف فعلا كنص، ولكن كان على مجلس الشورى أن يقول: إن "الوحدة الوطنية" تحتاج إلى دعم أكثر وخطط تشعر المواطنين أنه لا سعودي فوق السعوديين. كان يجب أن يكون هناك صيغة لمقترح يجرم الإساءة إلى الوحدة الوطنية بأي شكل من الأشكال. كنا نحتاج كثيرا إلى بيان تفصيلي يعكس كيف أن مجلسنا يهتم بوحدتنا الوطنية، لأنه النسيج الذي يمثلنا. المصوتون ضد المشروع بلغ عددهم 74 مقابل 47 صوتوا لصالحه، منهم بكل أسف من يتساءل: "هل فعلا هناك فراغ تشريعي ونحن في حاجة إلى سد ذلك الفراغ أو هل هناك خلل في النسيج الاجتماعي، أو هل زادت النعرات القبلية والطائفية في المملكة؟"، وكأنه لم يقرأ أخبار "القديح" ولم يسمع عن شيعي وسني وعن "عبد وأبيض" وعن "قبيلي وخضيري" هذا الذي يتساءل أقسم بالله أنه ذكرني فعلا بقصة النعامة التي تدس رأسها في الرمال. كان يجب صياغة بيان إعلامي ذكي يوضح الرفض وأسبابه وتفاصيله، وأن يعلم مجلس الشورى أن الأخبار التي انتشرت بعناوين مفادها أن "مجلس الشورى يرفض مشروعا عن الوحدة الوطنية" لها آثارها القاسية والمؤلمة والصادمة، في وقت بلادنا تعيش الحرب وتحتاج حديثا عميقا عن وحدتنا. أؤكد لمجلسنا أن الناس سيعانون كثيرا من هذا العنوان الذي تناقلوه وضحكوا منه وعليه وعلى حالهم، كان هذا اختبارا سقط فيه أعضاء المجلس الرافضون، وقد سقطوا في أهم اختبار وطني، والحل-برأيي- يكمن في حل مجلس الشورى.