تعددت الآلام في جسد مركز بني مسعود، والمعروف بمركز الفوارة، التابع لمحافظة الجموم بمنطقة مكة المكرمة، حيث أصبح سكانه يعانون من نقص الخدمات، رغم الرفع المتكرر لمقام الإمارة والتي دائمًا ما توجه بضرورة إيصال الخدمات لذلك المركز البكر، ولكن الأهالي، ومعهم رئيس المركز، يقولون إن الجهات المعنية لا تنفذ تلك التوجيهات. ويعاني مركز بني مسعود من نقص في العديد من الخدمات الرئيسية منها السفلتة والإنارة والاتصالات والصحة وبعض الخدمات العامة. ويبلغ عدد أهالي المركز نحو 5 آلاف نسمة، ويحده من الشرق مركز المطارفة ومركز القفيف ومن الغرب مركز الريان ومن الجنوب مركز المضيق ومن الشمال مركز مدركة، ويقع على الطريق الذي يربط منطقة الرياض بمنطقة مكة المكرمة عبر طريق مركز عشيرة. وأكد الأهالي لـ»المدينة» أن المركز بحاجة إلى لفتة كريمة من سمو أمير المنطقة وزيارة من محافظ الجموم والمسؤولين في الجهات الحكومية للوقوف على الطبيعة ومعرفة المشكلات التي تحيط بالمركز من نقص في الخدمات وتعثر في المشروعات، مؤكدين أن الخدمات إما مفقودة أو موجودة وتحتاج إلى تحسين، مشيرين إلى قيامهم بالعديد من الشكاوى لرئيس المركز الذي قام بإيصالها بشكل مستمر للمعنيين، مشيرين إلى أن أكثر المشكلات التي تؤرقهم هي الصحة والتعليم، وهي الخدمات التي لا تزال ناقصة وتحتاج إلى تحسين، فالمركز الصحي الذي يعمل به طبيب واحد يخدم 5 آلاف نسمة، لا يوجد به طبيب أسنان، وينقصه العديد من الكوادر والإمكانات، وكذلك الحال في التعليم، فثانوية البنين، ومتوسطة وثانوية البنات غير موجودة بالمركز. «المدينة» التقت الأهالي ووقفت على هموهم في المركز، وخرجت بالعديد من الأحداث والصور التي تنقلها للمسؤولين لإنقاذ هذا المركز الحالم الذي لا يرغب أهله سوى بالعيش الكريم في ظل خدمات متوفرة. في البداية تحدث الشيخ سعود بن مسعد المسعودي شيخ القثامة من بني مسعود عن أوضاع المركز، وأكد أنه يحتاج إلى العديد من الخدمات منها التغطية الأمنية الكاملة، حيث إن الطريق وعر ومخيف خاصة في أوقات الليل، إضافة إلى نقطة للهلال الأحمر وأخرى لأمن الطرق لحفظ الأمن ومساعدة وإسعاف المصابين. وتابع المسعودي: إن الطريق نظرًا لخلوه من النقاط الأمنية قد يستغل من قبل ضعاف النفوس، حيث يعتبر رابطًا بين منطقة الرياض ومنطقة مكة المكرمة، وقد يقع فيه العديد من الاشكاليات الأمنية، مضيفًا أن غياب الهلال الأحمر جعل من الحوادث السهلة أمرًا صعبًا، إذ إن بعض الحالات تحتاج إلى نقل وتتعرض إلى العديد من الإصابات وقد تتعرض لأمراض مزمنة نتيجة النقل الخاطئ جراء عدم وجود المسعفين المختصين مناشدًا الجهات الأمنية بسرعة التجاوب معهم وتوفير نقاط الأمن والإسعافات. وتابع الأهالي حديثهم عما وصفوه بالتردي في الخدمات، حيث ذكر المواطن سعود مستور المسعودي أن المركز يعاني من نقص بل عدم توفر العديد من الخدمات أهمها الهاتف الثابت والجوال الذي يعتبر عصب الحياة ووسيلة التواصل مع الأهل والأقارب، بل حتى مع الجهات المختصة في حال حدوث حوادث لا قدر الله إذ إن الخدمة لم تصل للمركز رغم النداءات المتكررة لمسؤولي شركة الاتصالات. من جهته ذكر عطية لافي المسعودي أن جامع المركز الوحيد يحتاج إلى تحسين وتجديد مؤكدًا تبرع الأهالي بموقع لبناء مسجد يخدم المركز بكامله. وتحدث منير نوار المسعودي عن احتياج الأهالي لاعتماد المراحل الناقصة في التعليم، فمدرسة البنين محتاجة لاعتماد المرحلة الثانوية، أما البنات فلا يوجد سوى التعليم الابتدائي مطالبًا باعتماد المرحلتين المتوسطة والثانوية للبنات بالمركز من أجل تعليم بناتهم بطريقة مريحة دون تعريضهن للخطر يوميًا في تلك الطرق الوعرة، إضافة للحد من الهجرة التي قد يلجأ لها الأهالي في حال عدم توفر التعليم الكافي لأبنائهم وبناتهم. وتساءل ماطر مهيب المسعودي عن متى سيتم تسديد عجز الصحة عن توفير الأطباء بالمركز، إذ يفتقر المركز الصحي إلى عيادة أسنان وغيرها من العيادات المهمة، حيث لا يوجد سوى طبيب واحد لخدمة 5000 مواطن ومواطنة. حيث يلجأ الأهالي للجمعيات التي تقدم الخدمات الصحية مثل جمعية زمزم للخدمات الصحية التي كانت موجودة لمعالجة الأهالي بالمركز. ومن جانبنا عرضنا شكاوى الأهالي ومطالبهم على عطية العلياني رئيس مركز بني مسعود، فاكتفى بتعليق مقتضب قال فيه: «إن مطالبات الأهالي ترفع من المركز وتؤيد من سمو أمير المنطقة، ولكن الجهات المعنية لا تتحرك حسب التوجيهات المطلوبة». المزيد من الصور :