جرح ينزف وباء معدٍ ومدمر لأخلاقيات جيل يتهاوى على سفوح هذه الإذاعات الفارغة من الهدف الاعلامي النبيل .المسؤولية تتحملها – أولا – الجهة التي تمنح ترخيص البث ولا تتابع ما يصدر على موجات الأثير . وثانيا الزام هذه ا?ذاعات بتوظيف مذيعين مهنيين يحترمون عقلية المستمع ويترفعون عن الأساليب الهابطة .. وثالثا وهو الأهم يتحمل مسؤليته المستمع الذي ينحدر بفكره لمجاراة هذه البرامج المادية الفارغة من رسالة الاعلام. محمد بن ربيع الغامدي يوارى اليوم جسد عمدة التنوير في قريتنا , الشاعر الأستاذ عيضة بن سعد ، صاحب قصيدة ( الحب لو كان في جنب الهرم – هدّه ) وصاحب ديوان استراحة في ربوع الباحة ، مات البارحة ويدفن اليوم بعد صلاة العصر في قريته الشامخة ، قرية دار عيسى ، أم قرى الحبشي ، يدفن اليوم مختتما حياة حافلة بالعصامية والنور ، له النور في الدنيا والآخر. جمعان الكرت الغامدي من الذي دفع بهؤلاء الشباب السذج ليكونوا وقودا حارقا، وقنابل مفخخة، وآلات عمياء، من الذي أسقاهم مرارة الإرهاب وزج بهم في أتون الظلام، إنهم المحرضون لا غير، المحرضون الذين يجيدون التدليس والتمويه وتغييب الحقائق، المحرضون الذين ينظرون للحياة بمنظار أسود، المحرضون الذين لا يعرفون المفهوم الحقيقي للإسلام. سؤال ينبثق من حشاشة القلب. أين يوجد هؤلاء المحرضون؟ هل يعيشون بيننا يأكلون ويشربون ويتسوقون معنا؟ .