هزّت انفجارات ضخمة صنعاء عشية شهر رمضان. وقال مسؤول أمني إن أربع سيارات ملغومة انفجرت مستهدفة ثلاثة مساجد ومقراً سياسياً لجماعة الحوثيين مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات وفي ما سُمي «مجزرة المساجد. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لوكالة «رويترز»، «استهدفت أربع سيارات ملغومة المكتب السياسي لجماعة أنصار الله ومسجد الحشوش في حي الجراف ومسجد الكبسي في حي الزراعة ومسجد القبة الخضراء ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات.» في غضون ذلك، راوحت مشاورات جنيف مكانها، واتهم وزير الخارجية اليمني المكلّف رياض ياسين، وفدَ جماعة الحوثيين بالاكتفاء بالجلوس في الفندق، مؤكداً لوكالة «رويترز» عدم تحقيق تقدُّم في شأن وقف النار في اليمن. وأعرب عن أمله في أن يشارك الحوثيون في المشاورات، ملوِّحاً ضمناً بمهلة 48 ساعة لتحقيق تقدُّم أو انسحاب وفده. وكان ديبلوماسي غربي اعتبر أن «النقطة الإيجابية الوحيدة» التي سُجِّلت في اليوم الثاني من المحادثات غير المباشرة بين طرفَيْ النزاع اليمني، هي «عدم انسحاب أي وفد». وفي حين واصل طيران التحالف غاراته على مواقع للجماعة، وامتد القصف غرباً إلى محافظة المحويت اليمنية للمرة الأولى، كرر الوزير ياسين الذي يرأس وفد الحكومة، مطالبته بـ «انسحاب (المتمردين) من كل المحافظات لإبرام وقف للنار أو هدنة، عملاً بقرار مجلس الأمن الرقم 2216». واجتمع الوفد الحكومي صباح أمس مع 16 ديبلوماسياً من الدول الكبرى والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، يتابعون المفاوضات. ونسبت وكالة «رويترز» إلى ياسين قوله: «كان مفترضاً أن نتوصل اليوم إلى شيء إيجابي... يكتفون (الحوثيون) بالجلوس في فندقهم ويطلقون الإشاعات». ولفت إلى أنهم لم يشاركوا في المشاورات، وسُئِل هل ينوي الوفد الحكومي المغادرة، فأجاب: «أمامنا 48 ساعة»، في تلميح إلى إمكان الانسحاب من المشاورات. وفي كلمة أُذيعت في صنعاء ليل الأربعاء، اتهم زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي الطرف الآخر في اليمن بالسعي إلى «تنفيذ أجندة سعودية». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الحوثي قوله: «اليوم عملوا ليكون الاجتماع في جنيف مجرد اجتماع تشاوري، وحاولوا أن يفرضوا عليه أجندتهم. تعاملوا مع الأمم المتحدة ومبعوثها الجديد كأداة في أيديهم يقدّمون له أجندة، يصدرون له أوامر ويقدمون له التوجيهات». وأضاف: «وافقوا مجدداً على الحوار بعدما قلّلوا من مستواه ومن أهميته فحوّلوه إلى اجتماع تشاوري وليس حواراً جدّياً يوصل إلى الحل، لأن المطلوب بالنسبة إليهم ليس الحل». واتهم حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي بأنها تستخدم «أسلوب الترغيب والترهيب» مع مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد «من أجل تطويعه كي يعمل لهم ما يريدون. هم يريدون فوضى في البلد (...) اتركوا للأمم المتحدة حيادها لإنجاح مهمتها». وجاءت كلمة الحوثي بينما كان وفد الجماعة إلى جنيف يلتقي في أحد فنادقها مبعوث الأمم المتحدة الذي اجتمع بممثلي الحكومة الإثنين، وإثر اللقاء قال الموفد الدولي إن مجرد جمع الوفدين في جنيف هو «إنجاز». وسُئِل رئيس وفد جماعة الحوثيين إلى جنيف حمزة الحوثي عن إمكان انسحاب الجماعة من المناطق التي سيطرت عليها في اليمن، لتنفيذ القرار الدولي الرقم 2216، فأجاب أن الهدنة «مطروحة على الطاولة» في المشاورات، والانسحاب «رهن بالمفاوضات». ويطالب الحوثيون بأن يشمل الحوار كل الأطراف السياسية اليمنية، ويعتبرون أن وفدهم يمثّل شريحة واسعة من هذه الأطراف وليس جماعة الحوثي وعلي صالح فحسب، وذكر حمزة الحوثي أنهم يعتبرون الحكومة غير شرعية لأنها «مستقيلة»، ويطالبون بحوار جديد بين الأحزاب. ميدانياً، واصل طيران التحالف العربي أمس غاراته على مواقع للحوثيين والقوات الموالية لهم ومخازن للسلاح في محافظات يمنية، واشتدت معارك الكرّ والفرّ التي يخوضها المؤيدون للرئيس عبدربه منصور هادي ضد ميليشيا الحوثيين في مناطق تعز ولحج ومأرب، وسط أنباء عن مقتل عشرات من عناصر جماعتهم وتدمير آليات لهم. وسيطر المسلحون الحوثيون على معسكر تدريبي لقوات المقاومة في منطقة «لبنات» في صحراء محافظة الجوف (شمال صنعاء)، بعد ثلاثة أيام على سقوط عاصمة المحافظة «مدينة الحزم» في قبضة الجماعة. وأكدت مصادر المقاومة الموالية لهادي في مدينة تعز (جنوب غرب)، أن عناصرها هاجموا مواقع وسط المدينة، وتمكّنوا من صد هجوم حوثي على مواقعهم في منطقة جبل جرة، في حين تحدثت مصادر عن اشتباكات عنيفة بين الجانبين في مناطق الزنقل وشارع الأربعين وحي الضباب، ما يرجِّح سقوط عشرات القتلى والجرحى، وبينهم مدنيون. واستهدف طيران التحالف مخازن الأسلحة في جبل نقم المطل على صنعاء من جهة الشرق، وسُمِعت انفجارات يُعتقد بأنها ناجمة عن احتراق قذائف، كما استهدف معسكر الصواريخ في منطقة فج عطان غرب العاصمة، وأغار الطيران على مواقع وآليات للحوثيين في محافظة المحويت (غرب صنعاء) للمرة الأولى. وأكدت مصادر أن غارات أخرى استهدفت مناطق الحدود الشمالية الغربية في مديريات الظاهر وشدا في محافظة صعدة، كما أفادت بأن الغارات طاولت مدينة ضحيان في صعدة وضربت مواقع في مدينة حزم الجوف وفي أطراف مدينة مأرب، ومواقع للدفاع الجوي في منطقة نقيل الإبل في محافظة تعز، ومعسكر الحرس الجمهوري في منطقة سامة شرق مدينة ذمار. وأفادت مصادر قبلية في محافظة لحج بأن أنصار هادي هاجموا مواقع للحوثيين في جبل «الزيتونة» قرب قاعدة العند الجوية، ما أوقع قتلى وجرحى من الفريقين. وأضافت أن غارات للتحالف استهدفت مواقع حوثية في منطقة «مفرق بني عياض جنوب مدينة الحوطة (شمال عدن) وأدت إلى مقتل قائد ميداني للجماعة مع ستة آخرين، بينهم زعماء قبليون موالون لها من أبناء المنطقة. وقصفت جماعة الحوثيين حي صلاح الدين غرب مدينة عدن بالمدفعية وصواريخ «كاتيوشا»، وتحدّث شهود عن نزوح واسع من مناطق عدن الشمالية والغربية. وفي نبأ وزّعته وكالة «أسوشييتد برس» من صنعاء، أُفيد بمقتل 31 مدنياً بالقصف خلال نزوحهم من عدن.