اليوم هو أول أيام شهر رمضان المبارك والكريم والحبيب إلى نفوس الجميع بلا استثناء، كبارا وصغارا وأطفالا يجربون الصوم كما جربته في طفولتي وفشلت رغم (الحلاوة) التي كانت أمي تعطيني إياها كل أذان مغرب مكافأة لي على صيامي الزائف. كل شيء يتبدل في هذا الشهر ليكون أفضل وأجمل وأقرب إلى الله والناس، حتى أن كثيرا مما انقطع بين الأقارب والأصدقاء يوصل عندما يصبحون أكثر رقة وتسامحا وغفرانا للأخطاء والمؤاخذات. لذلك فإن أول ما يفترض أن تفعله في رمضان أن تشتغل على تهذيب نفسك وأخلاقك لكي تكون إنسانا حقيقيا يراعي حقوق الآخرين ويحترمها ولا يعتدي عليها بأي صورة من الصور. ومن ذلك أن يكف البعض ألسنتهم عن اتهام الآخرين بالباطل في أفكارهم أو سلوكهم أو تصرفاتهم، إذ ليس من المعقول أن تكون صائما عن أكلك وشربك وشهواتك بينما ألفاظك المسيئة تصول وتجول في وسائل التواصل الاجتماعي تتلقط زلات الآخرين وتتصيد هفواتهم. عليك، أيضا، ما دمت في عملك أن تراعي الله في أداء وظيفتك ولا تعتبر رمضان، كما يفعل البعض، إجازة على رأس العمل، فهذه عادة سيئة نبتت وكبرت مع الوقت بحجة أن الصائم لا يلام إذا توانى أو قصر في أداء عمله. وهذا غير صحيح لأن ما هو مطلوب منك في غير رمضان مطلوب منك في رمضان ولا دخل للآخرين المرتبطين بوظيفتك بصيامك وجوعك وعطشك ومزاجك. رمضان كذلك فرصة للقراءة، فغير قراءتك للقرآن الكريم، يمكن أن تقرأ كثيرا من الكتب المؤجلة التي لم تكن تجد وقتا لقراءتها فيما سبق، أو حتى تقرأ كتبا جديدة في مجال اهتماماتك أو لها علاقة بالتطوير الذاتي لمهاراتك بعد أن أصبحت الكتب من هذا النوع كثيرة ومتاحة لكل من يريد أن يستزيد ويطور من قدراته وإمكانياته الشخصية والعملية. أما التلفزيون، في رأيي، فيفترض أن يكون آخر ما تهتم به لأن التافه فيه، خلال شهر رمضان، أكثر من الجاد والمفيد بسبب تزاحم المنتجين من كل البلدان العربية على اقتطاع كعكة من أوقات الناس المتاحة خلال الشهر. وبإمكانك بعد رمضان، حيث تعاد كل المسلسلات والبرامج، أن تتخير ما يناسبك بعيدا عن السباقات المعهودة مع الريموت كنترول. وأخيرا لا تتوان أو تتردد عن التواصل أو زيارة كبار السن من أهلك، فالكبار يشتاقون لأبنائهم وبناتهم وتسعدهم جدا الكلمات والقبلات الحارة الطيبة. نقلا عن عكاظ