أعلن المتمردون اليمنيون وحلفاؤهم أمس الثلثاء (16 يونيو/ حزيران 2016) بعيد وصولهم جنيف للمشاركة في محادثات السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة، أنهم يرفضون أي حوار مع الحكومة اليمنية وطالبوا بإجراء محادثات مباشرة مع السعودية. وبعد تأخر استمر يومين، التقى وفد التمرد بعد ظهر أمس في أحد الفنادق مبعوث الأمم المتحدة الخاص إسماعيل ولد الشيخ احمد الذي كان اجتمع بممثلي الحكومة أمس الأول (الاثنين). وتسعى الأمم المتحدة إلى إقناع وفدي الحكومة اليمنية المعترف بها من جهة والمتمردين من جهة ثانية بالموافقة على وقف المعارك في حال عدم التوصل إلى اتفاق. وأكد الرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي مجدداً أن وفد الحكومة المشارك في هذه المحادثات سيبحث حصراً سبل تنفيذ القرار الدولي 2216 الذي يطلب من الحوثيين الانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها. ورفض هادي في كلمة أمام اجتماع استثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة أي عودة للحوار مع الحوثيين معتبراً ذلك «عودة إلى المربع الأول». وقال هادي «لن نقبل مطلقاً بأي حال من الأحوال بالعودة إلى المربع الأول الذي يتحدث عن استكمال الحوارات تحت تهديد السلاح». واضاف «لن يناقش وفدنا إلا الآليات التنفيذية للقرار 2216 بحزمة ومنظومة واحدة». وشدد على أن وفد الحكومة «ذهب إلى جنيف في محطة أخرى على أمل أن تسهم مشاورات جنيف في رفع المعاناة عن أبناء شعبنا من خلال انصياع مليشيات الحوثي و(الرئيس السابق علي عبدالله) صالح لاستحقاقات قرار مجلس الإرهاب الدولي 2216 رغم علمنا أن تلك العصابات لا عهد لها». وقد أعلن أحد أعضاء وفد المتمردين محمد الزبيري في جنيف قبل ذلك بقليل أن الحوثيين وحلفاءهم يرفضون أي حوار مع الحكومة اليمنية ويطالبون بالتباحث مع السعودية التي تقود تحالفاً عربياً يشن غارات ضد الحوثيين منذ 26 مارس/ آذار. وقال «نرفض أي حوار مع هؤلاء الذين لا يملكون أي شرعية»، متسائلا «كيف نتحاور مع هؤلاء الذين يقتلون أطفالنا؟». وطالب الزبيري «بالحوار مع السعودية لوقف العدوان»، في إشارة إلى الغارات الجوية لطائرات التحالف العسكري بقيادة الرياض ضد الحوثيين وحلفائهم. وتأتي محادثات جنيف في حين تتواصل الغارات الجوية لطائرات التحالف العسكري بقيادة السعودية ضد مواقع الحوثيين، المدعومين من إيران، وحلفائهم من وحدات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وفي السياق ذاته، وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأوضاع الإنسانية في اليمن بأنها «كارثية». وقال رئيس العمليات في منطقة الشرق الأوسط في الصليب الأحمر روبير مارديني «إن المعارك تزداد حدة وعشرات الأشخاص يقتلون يومياً كما أن المستشفيات لم تعد قادرة على معالجة الجرحى». وفي ظل مواقف الطرفين المتباعدة، قال دبلوماسي غربي يتابع المحادثات إن المشاورات في جنيف ستتوصل في «أفضل الأحوال إلى هدنة من أسبوعين شرط انسحاب الحوثيين من بعض المدن ووقف الغارات الجوية». وأضاف أن الجهات المستفيدة من الأوضاع في اليمن هي «القاعدة و «داعش» فقط. وكان وفد المتمردين من الحوثيين وحلفائهم من الموالين لصالح غادر صنعاء بعد ظهر الأحد على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة، إلا أنها توقفت في جيبوتي نحو 24 ساعة. واتهم المتمردون مصر والسودان بعدم السماح لطائرتهم بالتحليق في أجوائهما. وقال عادل الشجاع وهو أحد أعضاء مجموعة صالح ضمن وفد المتمردين لوكالة «فرانس برس» بعد وصوله جنيف إن «التأخر كان قرارا اتخذ كمحاولة لعرقلة المباحثات» في إشارة إلى تأخر الرحلة التي انطلقت الأحد من صنعاء وتوقفت طويلاً في جيبوتي. وأكد الشجاع أن «الأميركيين وسلطنة عمان تدخلوا» ليكمل الوفد طريقه إلى جنيف. وكان من المفترض أن ينضم وفد المتمردين أمس إلى المحادثات إلا أنه وبسبب المواقف المتباعدة بين الطرفين، فضلت الأمم المتحدة إجراء مشاورات مع كل طرف على حدة بشكل أولي. على صعيد متصل، اتهم زعيم التمرد الحوثي الحكومة اليمنية في المنفى أمس بأنها تحاول «فرض أجندتها» على الأمم المتحدة والمحادثات في جنيف. وقال في خطاب نقلته محطة «المسيرة» التابعة للحوثيين «اليوم عملوا على أن يكون الاجتماع في جنيف مجرد اجتماع تشاوري، حاولوا أن يفرضوا عليه أجندتهم. تعاملوا مع الأمم المتحدة ومبعوثها الجديد كأداة بأيديهم يقدمون له أجندة، يصدرون له أوامر و يقدمون له التوجيهات».