على مدار العام، تتعرض أرواحنا للتجريف، عبر مواقف وأحداث، تعكس الجانب البشري فينا. فرضية أن يسعى المرء إلى أن يكون ملاكا تبدو محض خيال، ناهيك عن كونها ليست من الدين. فالرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- لم يوافق أولئك النفر الذين قرروا التنسك إلى الأبد. تجريف الروح يحدث نتيجة جورك على إنسان وجور إنسان عليك، الحسد والنميمة والغش والكذب كلها من الجور الذي يعتبر جزءا من المعايشة اليومية. في أوقات معينة، تأتي على الإنسان محطات وفرص للمراجعة، والبحث الجاد فيما يمكنه أن يعيد صياغة صورته بشكل أجمل. خاصة فيما يتعلق بالآخر. فالدين المعاملة. والغرور والصلف من الأمور التي تخل بمقتضيات الإيمان، وهي من الشخص الذي يمثل العلم والعلماء خطيئة أكبر، ولكنها تنتشر للأسف، ويراها البعض مظهرا من مظاهر الاستعلاء -بزعمهم- على من يخالفونهم. إن رمضان، شهر صيام، ليس عن طعام وشراب فقط. بل عن لغو وأذى وكذب وتربص وحسد وحقد. لا يكفي إحساس الجوع والعطش وحده، إذ أن هذا الإحساس، إن لم يمنع جورك على نفسك وعلى من حولك فإن عملية تجريف الروح والخروج من السلوك الإنساني سيستمر، وسوف ترى أنك وآخرين، تنظرون للتجاوزات في حق الآخر باعتبارها مسائل بدهية. ليكن رمضان فرصة سانحة لوقف تجريف الأرواح والمبادئ.