أشرت في مقال سابق لجانب من شرعية وشريعة الحب وبعض نواحيه ومحاذيره ومنعطفاته بشكل عام. تقصيرنا ومبالغة بعضنا في فهم المحبة وما يتبعها من مغالطات تربوية وفكرية داء الأمة السرطاني القاتل . وأول العلاج في صحوة التربويين نحوه والسعي لإفراد المحبة بموضوع مستقل وشامل إضافة لجرعات ثقافته الدينية. تمثلت أمامي سورة الممتحنة حيث ذكر فيها المودة والولاء وروابط المحبة وثوابت العلاقات. رغم ضخامة الكلمات التي تذكرها النصوص الشرعية الإسلامية كالمودة والولاء والمحبة والعزة والأخوة والصداقة ونصوص العلاقات الشخصية ونصوص الحاكمية بل والعالمية وكل ماله صلة كالعين والحسد والبغضاء وغيرها إلا ان اللبرالي والعلماني وأعداء الأمة ممن يتهم الأمة بنشر الكراهية لا تقع أعينهم إلا على عنوان البراء فقط. سورة الممتحنة والتي تجاوز نصوصها خراف الحب وخراف السياسة وخراف العمليات العسكرية ؛ بل وخراف اللبرالية والعلمانية. كثير من خراف الحب لا يشعرون بغبائهم حينما يعميهم الحب ويشبههم من يعميه البغض. بعض القدوات يصنع انحراف الحب ويخرفنه ثم يلوم نتاج تلك الثقافة التي صنعها فيمن هم تحت يده وبالذات من تشغلهم الغرائز الجنسية ! غالب من يتجاوز المعقول في الحب لا يشعر بذهاب عقله بسكرة الحب وفي المقابل يستغل سكره الأذكياء ليستفيدوا من ماله وجهده ووقته ثم لا يشعر إلا بعد تحوله لرميم إنسان ؛ وينقذ الله بالصدق مع الوعي خراف الحب والسياسة. أخطر ما في الحب والعشق والهيام ما وصفه السابقون في كتاباتهم وأشعارهم. وأبحر في الموضوع بن تيمية وتلميذه بن الجوزية وغيرهما وتغيب تلك الكتابات المهمة عن اوساط الشباب حتى وصلنا لمراحل أو بدايات الشذوذ. اختلفت الأساليب وأدوات خرفنة الحب ولكن الداء هو هو لم يتغير ولم يتبدل ؛ ولكن هناك من يتستر بالحب ليصل للفاحشة والشذوذ. من يعشق سويداء يعشق كل سواد كما قال الشاعر قديما ﺃﺣﺐُّ ﻟﺤُﺒِّﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥَ، ﺣﺘﻰ ﺃﺣﺐُّ ﻟﺤﺒِّﻬﺎ ﺳﻮﺩَ ﺍﻟﻜﻼﺏِ. نعوذ بالله من خراف وخرفنة الحب ومن صناعة وصانع زيفه. شاكر بن صالح السليم رابط الخبر بصحيفة الوئام: خرفنة الحب !