×
محافظة المنطقة الشرقية

"ميرسور": المنامة الـ 91 عالمياً بارتفاع كلفة المعيشة بـ 2015

صورة الخبر

نوف الموسى (دبي) تكمن جمالية اختيار «تقارب»، لمعرض تصويري، في كونه رؤية نوعية لتعزيز لغة التواصل والحوار، والذي من شأنه أن يقرب بين المستويات الفنية للمشاركين؛ المواهب الشابة والمصورين المحترفين، والمبحث المهم في المعرض الذي شهد افتتاح دورته الرابعة، أول من أمس، معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، هو الفوتوغرافيا ودورها كفعل إنساني في طرح الأسئلة بأبعادها الوجودية، وما تشكله باعتبارها أيقونة فنية رئيسية لإعادة إنتاج الحياة، ومستقبل النمو الثقافي بالمنطقة. واللافت في المعرض هو كم الإجابات التي يقدمها بعض المصورين حول مصادر الإلهام المختلفة لأعمالهم، أو ما أسموه بلحظة تأملهم للأشياء، مدركين أن الاهتمام بالفنون، أو السعي لصناعة منتج فني، لا يرتبط أحياناً بخطة مسبقة، وإنما بتراكم جمالي يهيئهم لاكتشاف الفطرة الفنية، متسائلين في لوحاتهم: كيف يمكن أن نحول ردود أفعالنا نحو تصورات معينة إلى أعمال فنية؟ أما سؤال الزائر لمعرض «تقارب» فيمكن لأفقه أن يتسع وصولاً إلى أوجه العلاقة بين كل مصور فوتوغرافي وآخر، في ما يخصّ استخراج المعنى من اللوحة الفنية، فما يقصده المصور حمد الفلاسي بالمسؤولية الفنية عبر مشروعه الباحث عن القيمة الاجتماعية لمحفظة الجيب القديمة، واختياره لفئة العمال تحديداً لاستثمارهم في الحالة الفوتوغرافية، قد يشابه في استنتاجاته ما تؤمن به المصورة أسماء الأحمد في ما يتعلق بأهمية لغة البيئة لنسج معطيات الوسائط المتعددة المستخدمة في صناعة الصورة، وفيها لا يكتفي الفنان بالإعداد المباشر للقطة، بل يبحث عن التماهي وتحقيق التمازج الفكري والفني. وبالنسبة للمصورة روضة أحمد، وتجسيدها للعلاقات الإنسانية في «تقارب»، نجدها تبرز أهمية الاشتغال اللحظي في تكوين الحوار بين شخصين، والاستعداد لفكرة الانفصال كاحتمال وارد، والذي يمكن قراءة تفسيراته بعمق عبر اللوحات الفوتوغرافية للمصور جلال بن ثنية، التي تحمل تكثيفاً لمفهوم التصدّع من خلال الصدع في جدران بناء، خُطت في جنباتها أدعية مناجاة. وفي مشهدية بصرية مشابهة، قدمت دلالة قوة الجدران، في أعمال المصور ألكسي غوغي، تفسيرات للشقوق المنتشرة بشكل عمودي للجدار في الصورة الفوتوغرافية، ودورها في لفت انتباه المشاهد لطبيعة ما كتب في الأوراق المعلقة على الجدار. جاء البحر في معرض «تقارب»، معلناً تقارباً رؤيوياً بين العديد من المصورين المشاركين، منهم: عبدالله بن ثالث، الذي روى قصة (أخطبوط جوز الهند) و(الروبيان الإمبراطوري)، و(الروبيان المهرج)، بصوت مدوّ، وبمساحة أفقية على امتداد قاعة العرض، ما جذب عين المشاهد نحو التكثيف الجمالي لكائنات بحرية يصل طول بعضها إلى 2.5 سم، والبعض الآخر إلى 5سم، مقدماً عبر التقنية كيف يؤثر الحجم في تكوين الصورة الفوتوغرافية، التي فسرها سعيد جمعوه من جهته، برؤية مختلفة، وأكثر انفتاحاً للسطح، من خلال تجليات الصياد لبانوراما جمعت بين مشهد الشباك، وضوء الشمس، وحساسية القارب الخشبي، المعروف تاريخياً بقارب «الشاشة».