خلال العام الماضي منعت العقوبات المفروضة على موسكو بسبب الازمة الاوركرانية الشركات الغربية من الاستثمارِ في روسيا.. إلا ان السنة الثانية تحمل ملامح تختلف عن ملامح العام الماضي خصوصا وان المناخ السياسي يبدو هادئا بين روسيا والعالم الغربي وان كانت رياح العقوبات لازالت كما هي من دون تغيير. الشركات الغربية العاملة في مجال الطاقة تبدو عازمة هذا العام على حزم حقائبها الى مسقطِ رأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الاسبوع المقبل للمشاركة في معرض الاستثمارِ الكبير في روسيا. المراجعة التي اجرتها شركة BP لامدادات الطاقة لهذا الشهر كانت قد قدرت احتياطيات النفط الروسي بنحوِ 103 مليارات برميل وهو رقم تصل اليه روسيا للمرة الاولى ارتفاعا من 93 مليار في عام 2013.. رقم جعل روسيا تحتل المرتبة السادسة عالميا من حيث الاحتياطياتُ النفطية. هذه الوفرة في الاحتياطيات تجعل الشركات النفطية الكبرى تحافظ على علاقات اقتصادية متينة مع روسيا على الامدين القصيرِ والطويل. فمديرو قطاع الطاقةِ الغربيون لديهم مصالح كثيرة في روسيا ولديهم اصول تتراوح من معمل غاز عملاق لشل الى حصة 20% لـBP في روزنفت والتي تمثل ثلث الانتاج العالمي للشركة. وتتطلعُ bp الى توسيع محفظتها في روسيا من خلال شراءِ حصةٍ في حقل ٍ نفطي ٍ شرقَ صربيا من روزنفت بقيمةِ 800 مليون دولار اما شل فتعتزم توسيع معملها البالغ قيمتـُه عشرون مليار دولار بمقدارِ الثلث فيما تعتزم توتال الاستثمار في معمل غاز يمال البالغ قيمتـُه ثلاثون مليار دولار. لكن بقدرِ حاجة اوروبا الى الصادراتِ الروسية النفطية تحتاج روسيا بدورها الى الايرادات من اوروبا ويتوقع المختصون ان تتصدر عناوين الصحف هذا العام صفقات التعاون بين روسيا وشركات النفط الرئيسية مما سيساعد حكومة بوتين على توجيه رسالتين إحداهما للشعب الروسي حول متانة اقتصاد البلاد رغم تراجع اسعارِ النفط وتدهور الروبل واخرى للغرب مفادُها ان الدبَ الروسيَّ ليس من السهل اخضاعُه.