×
محافظة المنطقة الشرقية

جامعة الخليج العربي تدعو إلى التوسع في مشاريع الأحزمة الخضراء وزراعة الاشجار

صورة الخبر

يعتبر مشروع الشرق الاوسط الجديد أو الكبير الذي قدمته الولايات المتحدة الامريكية لمجموعة الدول الصناعية الثمان عام 2004 م هو الخطة العملية التي تبنتها هذه الدول لترجمة المشروع الصهيوني لتقسيم المنطقة العربية الاسلامية، وقد أعلنت الولايات المتحدة هذا المشروع على الاشهاد حيث جاءت تصريحات رئيسة مجلس الامن القومي آنذاك كوندليزا رايس بما اسمته الفوضى الخلاقة وتسريبات المخابرات الامريكية لخرائط الشرق الاوسط الجديد بمثابة التكملة العملية لذلك المشروع الذي نشهد ترجمته على أرض الواقع اليوم، وفي وقت لا نقلل من رغبة الشعوب وإرادتها في الحرية والانعتاق من الانظمة المستبدة، ولكن ما يحدث اليوم في العديد من الدول العربية هو ترجمة حرفية للدعوات والمخططات الصهيونية التي انطلقت منذ بدايات تأسيس هذا الكيان على أرض فلسطين باعتبارها قاعدة عنصرية استعمارية غربية لإعاقة تقدم أمتنا العربية ووحدتها عندما أعلن المستشرق الصهيوني ( برنارد لويس ) مخطط التفتيت باستخدام الاقليات والذي نشرته مجلة وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) عندما دعا الى اضافة أكثر من 30 كياناً انفصالياً على أساس ديني ومذهبي وعرقي (أثني) بالاضافه الى التجزئة التي قامت بها اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م وبنص عبارات هذا المستشرق الصهيوني حيث يقول إن الصورة الجغرافية للمنطقة لا تعكس حقيقة الصراع، فما هو على السطح يتناقض مع ما هو في العمق، على السطح كيانات سياسية لدول مستقلة، ولكن في العمق هناك أقليات لاتعتبر نفسها ممثلة في هذه الدول، بل لا تعبر هذه الدول عن الحد الادنى من تطلعاتها الخاصة. ويضيف قائلاً يرى الاسرائيليون ان هذه الكيانات لن تكون قادرة على ان تتحد، بل سوف تشلها خلافات لا انتهاء لها.. ونظراً لان كل كيان من هذه الكيانات سيكون أضعف من إسرائيل، فإن هذا سوف يضمن تفوقها لمدة نصف قرن على أقل تقدير وهذا ما كنا نكرره فيما كنا نكتبه في هذا الموقع وباستمرار وهو استخدام الاقليات والتناقضات في امتنا بهدف تفكيكها الى كيانات ضعيفة لضمان الامن والتفوق للكيان الصهيوني علينا. وقد كتب موشي شاريت (1894-1965) في مذكراته حول اللعب على الوضع الطائفي والاثني في منطقتنا العربية بقوله: اولاً تثبيت وتقوية الميول الانعزالية للاقليات في الوطن العربي. ثانياً: إذكاء النار في مشاعر الاقليات في المنطقة وتوجيهها نحو المطالبة بالاستقلال والتحرر من الاضطهاد الاسلامي. وفي محاضرة القاها أرييل شارون وكان يومئذ وزيراً للدفاع في 18 ديسمبر 1981 والتي نشرتها صحيفة معاريف الاسرائيلية، يقول: ان اسرائيل تصل بمجالها الحيوي الى أطراف الاتحاد السوفيتي شمالاً والصين شرقاً وامريكا الجنوبية جنوبا والمغرب العربي غربا، وهذا المجال الحيوي عبارة عن مجموعات قومية، اثنية ومذهبية متناحرة. ولنركز على الفقرة الاخيرة مجموعات قومية وأثنية ومذهبية متناحرة، وهذا ما نشهده على الساحة العربية اليوم. وفي ذات الفترة ثمانينيات القرن العشرين تصوغ المنظمة الصهيونية العالمية هذا المشروع التفتيتي تحت عنوان استراتيجية اسرائيل في الثمانينيات والذي نشرته مجلتها الفصلية كيفونيم (الاتجاهات) في العدد الصادر في 14 فبراير 1982 حيث تقول إن تفتيت لبنان بصورة مطلقة الى خمس مقاطعات إقليمية هي سابقة للعالم العربي بأسره، بما في ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية... ان دولا مثل ليبيا والسودان والدول الابعد منها في المغرب لن تبقى على صورتها الحالية، بل ستقتفي أثر مصر في انهيارها وتفتتها، فمتى تفتت مصر تفتت الباقون، ان رؤية دولة قبطية مسيحية في صعيد مصر، الى جانب عدد الدول من الدول لسلطة اقليات، لا سلطة مركزية كما هو الوضع الآن، هو مفتاح هذا التطور التاريخي، وتضيف في نفس الاتجاه وان تفتت سوريا والعراق لاحقاً الى مناطق ذات خصوصية أثنية ودينية على غرار لبنان هو هدف من الدرجة الاولى بالنسبة لاسرائيل، وتفتيت العراق هو اكثر أهمية من تفتيت سوريا... وشبه الجزيرة العربية مرشح طبيعي للانهيار وأكثر اقتراباً منه بفعل الضغوط الداخلية والخارجية وتخلص الاستراتيجية الى (لا يمكن ضمان بقاء اسرائيل الا بمثل هذا التفكيك، ويجب من الآن فصاعداً بعثرة السكان فهذا دافع استراتيجي، واذا لم يحدث ذلك فليس باستطاعتنا البقاء مهما كانت الحدود). فهم يدركون ان بقاء الكيان الصهيوني لن يكون الا عن طريق تفتيت أمتنا وبعثرتها، فهل هناك أدلة اقوى من ذلك بدور الكيان الصهيوني وبالتعاون مع القوى الاستعمارية العالمية وفي اطار من التعاون والتنسيق مع النظام الايراني في العمل على تفتيت الامة العربية ولولا خوفي من الاطالة لاسترسلت في سرد الشواهد والاثباتات في استغلال هذه القوى الثغرات الموجودة في كيان الامة وتحت شعارات حقوق الانسان وحقوق الاقليات والشفافية وغيرها من شعارات، وعندما وقفنا ضد كل الاعمال الانقلابية كنا ننطلق من وعي وادراك بهذه المخططات التي تستهدف كيان ووجود هذه الامة، وما يحدث اليوم في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن وما حدث في السودان ومحاولات جر مصر العروبة والمملكة العربية السعودية ارض الحرمين الشريفين ليس سوى جزء من هذه المؤامرة الكبرى، فهل نتعظ. (وللحديث صلة)