أفادت صحيفة واشنطن بوست مساء أمس الإثنين (15 يونيو/ حزيران2015) أن طائرة أميركية بدون طيار استهدفت قائد فرع تنظيم القاعدة في اليمن ناصر الوحيشي بغارة جرت الأسبوع الماضي وأسفرت بحسب "سي ان ان" عن مقتله. ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين اميركيين لم تذكر اسماءهم ان الوقت لا يزال مبكرا جدا لمعرفة ما اذا كان زعيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" قتل في الغارة التي جرت في التاسع من حزيران/يونيو الجاري. وقال مسؤول في الاستخبارات الأميركية للصحيفة طالبا عدم نشر اسمه "نحن نحاول التأكد من مقتله". ولكن شبكة "سي ان ان" نقلت عن مسؤولين امنيين يميين تأكيدهما ان الوحيشي قتل الجمعة في 12 حزيران/يونيو في منطقة حضرموت في جنوب اليمن. وعين الوحيشي في 2013 نائبا لزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري. من جهته قال مسؤول يمني محلي لوكالة فرانس برس ان الوحيشي قتل على الارجح في غارة على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن وان جثته في مشرحة محلية محاطة باجراءات امنية صارمة يفرضها مسلحو تنظيم القاعدة الذي يسيطر على المدينة. وقال المسؤول طالبا عدم كشف اسمه "هناك حاليا اربعة جثث لعناصر من القاعدة احداها جثة الوحيشي". واذا تأكد مقتله فسيشكل ذلك ضربة قاسية لتنظيم القاعدة عامة وفرعه في اليمن خاصة المعروف بتنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" والذي تعتبره واشنطن اخطر فروع القاعدة. من جهته نقل مركز "سايت" الاميركي لمراقبة المواقع الاسلامية المتطرفة الاثنين ان ناشطين في تنظيم القاعدة في اليمن نشروا انباء عن مقتل الوحيشي المكنى ب"ابي بصير" وتعيين القائد العسكري في التنظيم قاسم الريمي المكنى ب"ابي هريرة" خلفا له. وتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب مدرج على اللائحة الاميركية للمنظمات "الارهابية الاجنبية" وقد عرضت واشنطن 45 مليون دولار مكافاة لمن يرشدها الى ثمانية من قادته وبينهم الوحيشي. وكان مسؤول يمني قال لوكالة فرانس برس الاسبوع الماضي ان طائرة بدون طيار اطلقت في 9 حزيران/يونيو اربعة صواريخ على ثلاثة عناصر في تنظيم القاعدة احدهم "قيادي" في التنظيم لم يسمه، وذلك في غارة استهدفتهم قرب مرفأ المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، مؤكدا "مقتلهم على الفور". وفي ابريل/ نيسان استولى مقاتلون من القاعدة على مدينة المكلا مستغلين الفوضى التي تعم اليمن، حيث يشن تحالف عسكري تقوده السعودية غارات مكثفة على مواقع للمتمردين الحوثيين فضلا عن معارك يومية بين هؤلاء وخصومهم من انصار الرئيس عبد ربه منصور هادي. ورغم انعدام الاستقرار في اليمن، اكدت الولايات المتحدة عزمها على مواصلة محاربة تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي تعتبره واشنطن الفرع الاكثر خطورة للتنظيم المتطرف. يأتي الاعلان عن هذه الغارة غداة اعلان الحكومة الليبية المعترف بها دوليا مقتل القيادي الجهادي الجزائري المرتبط بتنظيم القاعدة مختار بلمختار في غارة نفذتها طائرات حربية اميركية في شرق ليبيا ليل السبت، بينما اكتفت واشنطن بتأكيد الغارة وهدفها من دون ان تؤكد مقتل بلمختار.