قتِل 27 شخصاً على الأقل بينهم ما لا يقل عن 4 مسلحين وجُرِح مئة وشخص (101)، في هجومين انتحاريين استهدفا مقر قيادة الشرطة وأكاديمية تابعة لها في العاصمة التشادية نجامينا أمس، وحمّلت الحكومة مسؤوليتهما لجماعة «بوكو حرام» التي تسببت بمقتل 15 ألف شخص في نيجيريا منذ عام 2009. (للمزيد) وقال وزير الاتصالات التشادي حسن سيلا بكاري إن «بوكو حرام أخطأت في استهداف بلدنا، وسنحدد مكان أعضائها ونحيّدهم». وهذان أول علماً هجومين في قلب العاصمة التشادية التي عُزِزت إجراءات الأمن فيها منذ أشهر، في حين استُهدفت مناطقها الحدودية مع نيجيريا بهجمات عدة رداً على إرسال سلطاتها قوات إلى البلد المجاور. يُذكر أن نيجيريا والدول المجاورة اتفقت الأسبوع الماضي، على تشكيل قوة إقليمية بحلول تموز (يوليو) المقبل، تتخذ من تشاد مقراً لها للقضاء على «بوكو حرام». في غضون ذلك، قُتل 10 أشخاص على الأقل في انفجارين منفصلين في مدينة بوتيسكوم (شمال شرق). وأوضحت الشرطة أن «8 من عناصر الدفاع الذاتي قُتِلوا لدى اقدام مشبوه كانوا يستجوبونه في قضية سرقة على تفجير نفسه في وسطهم»، فيما قُتل اثنان خارج حانة. مقتل بلمختار في سياق متصل، أعلنت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً مساء أول من أمس، مقتل القيادي الجهادي الجزائري المرتبط بتنظيم «القاعدة» مختار بلمختار في غارة نفذتها طائرات أميركية في شرق ليبيا ليل السبت، بينما اكتفت واشنطن بتأكيد الغارة وهدفها من دون أن تؤكد مقتل بلمختار. وأفاد بيان للحكومة الليبية التي يرأسها عبد الله الثني، بأن «الطائرات الأميركية نفذت مهمة نتج عنها قتل المدعو المختار بلمختار ومجموعة من الليبيين التابعين لإحدى المجموعات الإرهابية في شرق ليبيا». وأضاف البيان أن الغارة الأميركية تمّت «بعد التشاور مع الحكومة الليبية الموقتة لتنفيذ هذه العملية التي تساهم في القضاء على قادة الإرهاب المتواجدين على الأراضي الليبية». وقال الناطق باسم حكومة الثني، أحمد العريبي، إن «الحكومة الشرعية رحبت وترحب وسترحب بأي مبادرات من هذا النوع»، مشدداً في الوقت ذاته على أن «كل هذه الضربات يجب أن تمر عبر القنوات الشرعية». وأضاف أن «التنسيق مع الولايات المتحدة مستمر لمحاربة الجماعات الإرهابية وتجفيف منابع الإرهاب»، مشيراً إلى أن الضربة الأميركية تأتي «في ظل الدعم الذي لطالما طالبنا به بالتشاور مع الحكومة الليبية». كذلك، رأى مصدر عسكري مقرّب من قائد الجيش الموالي لهذه الحكومة الفريق أول خليفة حفتر، أن الضربة الأميركية تشكّل «بداية جديدة للتعاون في مكافحة الإرهاب. إنها مبادرة ممتازة». وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت أن الجيش الأميركي نفذ ليل السبت ضربة ضد هدف «إرهابي مرتبط بتنظيم القاعدة» في ليبيا من دون أن تحدده، لتؤكد لاحقاً أنها استهدفت بلمختار زعيم جماعة «المرابطون» الجهادية. من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء الليبية عن مصدر مسؤول في الحكومة الموقتة، ومقرها مدينة البيضاء، شرق ليبيا، أن الغارة «جرت ليل السبت- فجر الأحد في مدينة أجدابيا» التي تبعد 160 كيلومتراً غرب مدينة بنغازي. وأضاف أن الغارة استهدفت «إحدى المزارع حيث كان بلمختار يعقد اجتماعاً مع قادة تنظيمات متطرفة، من بينهم أعضاء في جماعة أنصار الشريعة»، التي تعتبرها الأمم المتحدة منظمة إرهابية.