أجاز عضو هيئة كبار العلماء الشيخ محمد الشنقيطي تنبيه السائقين لوجود كاميرات مراقبة تجاوز السرعة «ساهر»، بل إنه ــ وفقا لما نشرته «عكاظ» أمس ــ رأى أن ذلك «لا يستحب فحسب، بل إنه يثاب عليه ويؤجر صاحبه»! ومضى فضيلته في تبرير رأيه بأنه من باب الشفقة ودفع البلاء عن المسلم وحفظ ماله، لكن اللافت أن الشيخ في إجابته الطويلة العريضة لم يقدم نصيحة واحدة للسائقين بعدم تجاوز السرعة أو الالتزام بالنظام لحفظ أرواحهم وحماية أرواح المسلمين، ولو فعل لكانت تلك النصيحة أحفظ لمالهم من التحايل على كاميرات مراقبة السرعة، فمن يلتزم بالسرعة القانونية لن تجد أدق عدسات «ساهر» مدخلا عليه ولا حجة لمخالفته! وأستطيع أن أفهم عدم تحريم تنبيه السائقين لوجود كاميرات «ساهر»، فالتنبيه يشجع على خفض السائقين لسرعتهم، لكن أن يكون من الأعمال التي يثاب عليها ويؤجر المرء لمجرد حفظ مال المخالف، فهذا غير مفهوم على الإطلاق! إن من يستحقون الشفقة أكثر هم ضحايا حوادث جنون السرعة وقطع الإشارات ومخالفة الأنظمة المرورية لا من يرتكبونها بتهورهم ويؤذون عباد الله، والمقابر مليئة بأجساد قتلى الحوادث، بينما المستشفيات تمتلئ بضحايا في أعمار الزهور أصيبوا بالشلل والكسور وفقدوا أحلامهم في الحياة؛ بسبب متهورين ظنوا أن ساهر أوجد لسلب أموالهم، بينما هو لمنعهم من سلب أرواحنا!.