حذر مدير المركز الجمهوري للبحوث الأمنية في العراق د. معتز عبدالحميد، من أن بلاد الرافدين تعيش في دوامة صراع مذهبي، مطالبا بتبديل الخطاب المتشنج من قبل الأحـزاب الشيعـيـة. وانتقد في حـوار لـ «عكاظ»، الحكومة العراقية معتبرا أنها لاتحرك ساكنا لوأد هذه الفتنة. وقال عبد الحميد إن تمدد داعش يأخذ العراق إلى المجهول.. • ثمة مخاوف من تقسيم العراق، فما هو السبيل لإيقاف هذه المأساة؟ •• بعد مرور عام على استيلاء داعش على عدة مدن عراقية في الموصل وتكريت والرمادي، شهدنا تهجير الآلاف من العراقيين ليستكمل هذا التنظيم مشروعه، لكن حصل توجه تمثل في إعادة الأقلمة مرة ثانية وإعادة تمرير السيناريو الأمريكي الذي أنعشه نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ووضع له الخطوط الكبيرة داخل الكونغرس خصوصا الموضوع الإقليمي السني، إضافة إلى بعض الزيارات المتتالية لرؤساء الكتل السياسية السنية خصوصا في الأنبار إلى الولايات المتحدة في الأشهر الماضية وعقد لقاءات ومؤتمرات في عمان واربيل تؤكد على أن هذا الاتجاه خلف إعطاء كانتونات وكونفيدرالية لبعض المحافظات خصوصا المحافظات السنية، وتعد الأنبار مهيأة لهذا الكانتون، كما أن تجربة الموصل قريبة جدا للكانتونات العراقية. • من المسؤول عن ارتفاع حدة الخطاب المذهبي في العراق بين الحشد الشعبي والحشد الوطني؟ •• العراق يعيش في دوامة صراع مذهبي، وهناك لوم على القوى السياسية الدينية التي تتبع لغة خطاب خطيرة تأخذ طابعا انتقامي اللهجة وخصوصا القوى الشيعية التي توجه دوما اتهاماتها إلى القوى السنية من خلال خطابات سياسية مذهبية مشحونة بالكراهية والحقد ويكون هذا الاتهام علنا في الصحف وعلى المنابر. هذه الآفة امتدت إلى السياسيين ليصبحوا مسؤولين عن هذا التشنج في وقت نرى الحكومة العراقية تتفرج على الخطابات ولا تحرك ساكنا لوضع حد للفتنة. • كيف تفسر امتداد داعش إلى مناطق كثيرة في العراق؟ •• امتداد داعش إلى مناطق كثيرة في العراق، مؤشر خطير على أخذ البلد إلى المجهول، والسبب الرئيسي يكمن في عدم قدرة الجيش العراقي على التصدي لهذا المد وعدم إعطاء فرصة للرأي، فنرى الحكومة تترك مطالب الحركات السياسية جانبا ولا توليها أهمية، فحكومة المالكي كانت لا تستجيب للحد الأدنى من مطالب هذه القوى التي استغلت السبب الذي أدى إلى استغلالها من قبل داعش وقوى عسكرية أخرى وتوجهت باتجاه إنشاء تنظيمات عسكرية استفادت من الأجواء المناخية المشحونة في الرمادي وتكريت ومن ثم زحفت إلى المدن، هذه القيادات العسكرية لم تسنح لها الفرصة لإعادة كفاءتها فاضطرت إلى الانضمام إلى تنظيم داعش والقيام بدورها بعمليات عسكرية. • ما هو المطلوب من الشيعة تجاه السنة في العراق؟ •• المطلوب رفض هذا الخطاب المتشنج، وعلى المرجعيات الشيعية في النجف الحد من هذه اللهجة العدائية ومن هذا الضغط اليومي المشحون بقتل أهالي السنة والتنكيل بهم كما نرى عمليات قتل يومية في مناطق سنية في بغداد حتى أن البعض يقاتل الناس بسبب أسمائهم. هنالك عوامل نفسية واجتماعية تضغط باتجاه خطير يهدد بنية المجتمع ويفكك اللحمة ويؤجج روح الطائفية بين الأحزاب، وهذه الرغبة في التنكيل والانتقام مسؤولية رجال الدين أولا. أما الخطورة الكاملة فتبقى في الخطاب الديني الذي تسيطر أحزابه على أكثر من ثلثي البرلمان إضافة إلى أن هناك مرجعيات دينية تؤثر على الخطاب وتزرع السموم بين الطوائف.